في المجرورات وما حمل عليها وهي المجزومات
وما يستتبعها من ذكر أدوات الشرط غير الجازمة ، وما استطرد إليه من ذكر بقية حروف المعاني المرتبة على حروف المعجم ، وآخرها نون التوكيد ، وعقب بخاتمة في التنوين.
المجرورات
(الجر إما بحرف أو إضافة) لا ثالث لهما ، ومن زاد التبعية فهو رأي الأخفش مرجوح عند الجمهور كما سيأتي.
فإن قلت : الجر بالإضافة أيضا رأيه وهو مرجوح! قلت : نعم ولكن المراد الجر الكائن بسببها أو فيها على رأي سيبويه من أن الجار المضاف ، وعلى رأي ابن مالك أنه الحرف المقدر لا جارّ سواه.
(الحروف) أي : هذا مبحث حروف الجر ، وسميت به قال ابن الحاجب : لأنها تجر معنى الفعل إلى الاسم ، وقال الرضي : بل لأنها تعمل إعراب الجر ، كما قيل : حروف النصب وحروف الجزم ، وكذا قال الرضي ، وتسميها الكوفيون حروف الإضافة ؛ لأنها تضيف الفعل إلى الاسم ، أي : توصله إليه وتربطه به ، وحروف الصفات ؛ لأنها تحدث صفة في الاسم ، فقولك : جلست في الدار ، دلت (في) على أن الدار وعاء للجلوس ، وقيل : لأنها تقع صفات لما قبلها من النكرات ، وإنما عملت لما تقدم من اختصاصها بما دخلت عليه فأشبهت الفعل ولم تعمل رفعا ؛ لأنه إعراب العمد ومدخولها فضلة ، ولا نصبا ؛ لأن محل مدخولها نصب بدليل الرجوع إليه في الضرورة ولو نصبت لاحتمل أنه بالفعل ، ودخل الحرف لإضافة معناه إلى الاسم كما في ما ضربت إلا زيدا فتعين عملها الجر.