١٠٦٢ ـ فوا عجبا حتى كليب تسبّني
والفعلية المضارعة كقراءة نافع : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) [البقرة : ٢١٤] ، والماضية نحو : (حَتَّى عَفَوْا) [الأعراف : ٩٥] ، والمصدرة بشرط نحو : (وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ) [النساء : ٦] ، (خلافا لابن مالك في زعمه) أنها (جارة قبل) الفعل (الماضي) بإضمار (أن) بعدها على تأويل المصدر.
قال أبو حيان : وقد وهم في ذلك. وقال ابن هشام : لا أعرف له في ذلك سلفا ، وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة ، (و) خلافا (له وللأخفش) أبي الحسن (في) زعمهما (أنها) جارة (قبل إذا) ، وأن إذا في موضع جر بها ، والجمهور على أنها حينئذ ابتدائية ، وإذا في موضع نصب بشرطها أو جوابها ، قال أبو حيان : وليس معنى قولهم حرف ابتداء أنه يصحبها المبتدأ دائما ، بل معناه أنها بصدد أن يقع بعدها المبتدأ كما قالوا : هل وبل ولكن من حروف الابتداء ، وإن كان يقع بعدها غير المبتدأ ، وإنما المعنى أنها تصلح أن يقع بعدها المبتدأ ، وما تقدم في تفسيره أخذا من ابن هشام في «المغني» أولى وأقعد ، ثم قال : قال بعض شيوخنا : ضابط حتى أنها إذا وقع بعدها اسم مفرد مجرور أو مضارع منصوب فحرف جر ، واسم مرفوع أو منصوب فحرف عطف ، أو جملة فحرف ابتداء ، وتقدم في باب الحال أنه لا محل لهذه الجملة على الأصح.
(مسألة : متى دلت قرينة على دخول الغاية) أي : التي بعد إلى وحتى في حكم ما قبلها ، (أو) على (عدمه) أي : عدم دخوله فواضح أنه يعمل به ، فالأول نحو : قرأت القرآن من أوله إلى آخره ، وبعتك الحائط من أوله إلى آخره ، دل ذكر الآخر وجعله غاية على الاستيفاء (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) [المائدة : ٦] ، دلت السنة على دخول المرافق في الغسل.
١٠٦٣ ـ ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله |
|
والزّاد حتى نعله ألقاها |
__________________
١٠٦٢ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ٤١٩ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤١٤ ، ٩ / ٤٧٥ ، ٤٧٦ ، ٤٧٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢ ، ٣٧٨ ، وشرح المفصل ٨ / ١٨ ، والكتاب ٣ / ١٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٢٩ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٨١ ، وشرح المفصل ٨ / ٦٢ ، والمتقضب ٢ / ٤١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٢٧.
١٠٦٣ ـ البيت من الكامل ، وهو للمتلمس في ملحق ديوانه ص ٣٢٧ ، وشرح شواهد المغني ١٠ / ٣٧٠ ، ولأبي (أو لابن) مروان النحوي في خزانة الأدب ٣ / ٢١ ، ٢٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤١ ، والكتاب ١ / ٩٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٣٤ ، ولمروان بن سعيد في معجم الأدباء ١٩ / ١٤٦ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٦٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٥٢.