الحسن علي (بن فضال) المجاشعي في كتاب «الهوامل والعوامل (أنها ثنائية الوضع) ساكنة الثاني كهل وبل وقد ، (وأن فتح التاء مخففة دون الباء ضرورة) لا لغة (وأن فتح الراء مطلقا) أي : في الجميع مشددا ومخففا مع التاء ودونها (شاذ) ، والجمهور على أنها ثلاثية الوضع وأن التخفيف المذكور وفتح الراء لغة معروفة.
(و) زعم (الكوفية وابن الطراوة أنها اسم) مبني ؛ لأنها في التقليل مثل (كم) في التكثير ، وهي اسم بإجماع ، وللإخبار عنها في قوله :
١٠٦٥ ـ إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن |
|
عارا عليك وربّ قتل عار |
ف : (رب) عندهم مبتدأ ، و (عار) خبره ، قال : وتكون معمولة بجوابها كإذا فيبتدأ بها فيقال : رب رجل أفضل من عمرو ، ويقع مصدرا كرب ضربة ضربت ، وظرفا كرب يوم سرت ، ومفعولا به كرب رجل ضربت ، واختار الرضي أنها اسم ؛ لأن معنى رب رجل في أصل الوضع قليل في هذا الجنس ، كما أن معنى كم رجل كثير من هذا الجنس ، لكن قال : إعرابه أبدا رفع على أنه مبتدأ لا خبر له كما اختاره في قولهم : أقل رجل يقول ذلك إلا زيدا ؛ لتناسبهما في معنى القلة ، قال : فإن كفت ب : (ما) فلا محل لها حينئذ ؛ لكونها كحرف النفي الداخل على الجملة ، ومنع ذلك البصريون بأنها لو كانت اسما لجاز أن يتعدى إليها الفعل بحرف الجر ، فيقال : برب رجل عالم مررت ، وأن يعود عليها الضمير ويضاف إليها ، وذلك وجميع علامات الاسم منتفية عنها ، وأجيب عن البيت الأول بأن المعروف وبعض قتل عار وإن صحت تلك الرواية فعار خبر محذوف ، أي : هو عار كما صرح به في قوله :
١٠٦٦ ـ يا ربّ هيجا هي خير من دعه
والجملة صفة المجرور أو خبره ؛ إذ هو في موضع مبتدأ ، قال أبو علي : ومن الدليل على أنها حرف لا اسم أنهم لم يفصلوا بينها وبين المجرور كما فصلوا بين كم وبين ما تعمل فيه ، وفي مفادها أقوال :
__________________
١٠٦٥ ـ البيت من الكامل ، وهو لثابت بن قطنة في ديوانه ص ٤٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٤٣.
١٠٦٦ ـ الرجز للبيد في ديوانه ص ٣٤٠ ، والأغاني ١٥ / ٢٩٥ ، ومجالس ثعلب ٢ / ٤٤٩ ، ومجمع الأمثال ٢ / ١٠٣ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٣ / ٦٧ ٥٨٢ ، ٥٨٧ ، وشرح الرضي ٤ / ٢٩١ ، ٢٩٣ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٩٦.