خروج الشريف حمود بن عبد الله
وعلى أثر هذه الوقعة ، خرج الشريف حمود بن عبد الله قاصدا الظفير للتنكيل بهم والانتقام منهم ، ولكنه قبل أن يصلهم أغار على عنيزة ، وحصل بينه وبينهم وقعة شديدة ، ثم أغار على بني حسين وحصل بينه وبينهم قتال ، ثم أغار على (هتيم) وكذلك حصل بينهم وقعة ثم أغار على مطير وحصل بينهم وقعة شديدة ، فلمّا بلغ الظفير خبر هذه الوقعات وعلموا أنه سيقصدهم أفزعهم ذلك لما وقع بينهم وبين آل عبد الله كما سبقت الإشارة إليه.
فلمّا قرب من منازلهم انضم إليه الصمدة فخذ من الظفير ، لأنهم لم يشتركوا في الحوادث المتقدمة ، وكأن الظفير خافوا بطش الشريف ، فأرادوا أن يصلحوا أمرهم معه على أن يأخذ منهم (الشعثاء ـ وـ النعامة) وهي خيار أوائل الإبل وخيار تواليها كما هو المعتاد ، فركب شيخ الظفير الأكبر سلامة بن سويط ، وقدم على الشريف وأراد أن يسترضيه ، وعرض عليه ما تقدم ، على أن يعفوا عنهم ، فلم يقبل ، فقال سلامه : إذا لم تقبل ذلك فاحبسني لتتمكن من أخذ ما تريد منهم.
وسلامة يقول ذلك ، رغبه منه في حقن الدماء ، ويرى أن المال مهما بلغ فهو أخف ضررّا من القتال ، لأنهم لا يريدون أن يتمادوا في عداوة الأشراف ، لما لهم من السلطة في الحرمين ونجد أيضا. ولكن الشريف حمود أبى أن يقبل ما أشار به ابن سويط ، فذهب سلامة إلى قومه وقد تهيؤا للقتال ، وكذلك الشريف حمود ، فانخذلت الصمدة عن الشريف ، وانحازوا إلى بني عمهم ، ولم يبقى معه إلا بني عمه وعدوان فالتقى الجمعان واقتتلوا قتالا شديدا ، قتل فيه من الأشراف زين العابدين بن