وعدد الأقدام تسع ، ويقال إنها أثر قدم موسى ، عليه السلام ، والله أعلم بحقيقة ذلك ، لا إله سواه.
شهر جمادى الأولى
عرفنا الله بركته
استهل هلاله ليلة الجمعة بموافقة العاشر لشهر أغوشت (أغسطس) العجمي.
ذكر جمل من أحوال البلد
عمره الله بالإسلام
لهذه البلدة ثمانية أبواب : باب شرقي ، وهو شرقي وفيه منارة بيضاء يقال : إن عيسى ينزل فيها ، كما جاء في الأثر أنه ينزل بالمنارة البيضاء شرقي دمشق. ويلي هذا الباب باب توما ، وهو أيضا في حيز الشرق. ثم باب السلام ، ثم باب الفراديس ، وهو شمالي. ثم باب الفرج ، ثم باب النصر ، وهو غربي ، ثم باب الجابية كذلك. ثم باب الصغير ، وهو بين الغرب والقبلة.
والمسجد الجامع مائل إلى الجهة الشمالية من البلد ، والأرباض به مطيفة إلا من جهة الشرق مع ما يتصل بها من القبلة يسيرا. والأرباض كبار ، والبلد ليس بمفرط الكبر ، وهو مائل للطول ، وسككه ضيقة مظلمة ، وبناؤه طين وقصب ، طبقات بعضها فوق بعض ، ولذلك ما يسرع الحريق إليه. وهو كله ثلاث طبقات ، فيحتوي من الخلق على ما تحتوي ثلاث مدن ، لأنه أكثر بلاد الدنيا خلقا ، وحسنه كله خارج لا داخل.
وفي داخل البلد كنيسة لها عند الروم شأن عظيم ، تعرف بكنيسة مريم ، ليس بعد بيت المقدس عندهم أفضل منها. وهي حفيلة البناء ، تتضمن من التصاوير أمرا عجيبا تبهت الأفكار ، وتستوقف الأبصار ، ومرآها عجيب ، وهي بأيدي الروم ، ولا اعتراض عليهم فيها.