ذكر الآبار التي ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها أو شرب
من مائها أو توضأ فيها فاكتسبت بذلك فضلا على غيرها فصارت
مقصودة بالزيارة والاستشفاء بمائها
ولم نذكر منها إلا ما زرناه وشربنا من مائه وهي سبعة أولها.
بئر اريس كجليس نسبة إلى رجل من اليهود اسمه اريس وهو الفلاح بلغة أهل الشام وفي الصحيح خبر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أبا موسى الأشعري خرج في أثره حتى دخل بئر اريس وتوسط فيها وكشف عن ساقيه وأن أبا بكر جاء ثم عمر ففعلا مثل ذلك ثم جاء عثمان وبشر الجميع بالجنة الحديث بطوله وفي الصحيح أيضا أن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم كان في يد أبي بكر ثم في يد عمر ثم في يد عثمان حتى سقط منه في بئر اريس فنزحت فلم يوجد وأما ما اشتهر على الألسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها فقد قال العراقي في تخريج أحاديث الأحياء لم أقف له على أصل قال السيد ومن الغريب قول العز ابن جماعة في منسكه قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيه وهذه البئر في حديقة غربي مسجد قبا قريبا منه وماؤها غزير يسنى منه إلى بركة في الحديقة وفي هذه الحديقة أنواع من الفواكه والأشجار وبها عنب كثير فلما يدخل أحد للزيارة في وقت العنب إلا ويشتريه ويأكله فيها حتى ظن بعض العوام أن ذلك من القربات وأهل المدينة يقصدون هذه الحديقة للقائلة فيها للتفرج والتنزه وقد جعل لمائها نفق من أسفلها على وجه الماء حتى يتصل ماؤها بالبئر التي يقال لها العين الزرقاء وهي في حديقة أخرى قريبة من بئر أريس وهي بئر كبيرة قد أمدت بمياه آبار متعددة منها بئر اريس فصارت متبحرة يشخب فيها ميزابان عظيمان من مياه غيرها من الآبار فاتخذت لها أسراب من تحت الأرض إلى أن خرجت إلى بطحان ثم إلى غربي المدينة فقسمت جداول فأدخل منها إلى المدينة ما احتيج إليه فأظهرت داخل المدينة في مناهل متعددة وبني لها بناء متقن يهبط إليها في