ناحية عرفة من جبال وراءه ويقولون أنه لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة تبعته فهي التي ظهرت بمر الظهران ثم بخليص ثم ببدر ثم بالخيوف كلها إلى أن وصلت المدينة ويصممون على ذلك حتى أني رأيت بعض من هو معدود من الفقهاء يعتقد ذلك فقلت له كما قال الإمام أبو بكر بن العربي رضي الله عنه في مسألة الصلاة على النجاشي حيث قال بعضهم رفع له حتى رآه فصلى عليه أن الله تعالى على ذلك لقادر وأن نبينا صلى الله عليه وسلم لأهل لذلك وفيما صح من معجزاته صلى الله عليه وسلم والآيات الظاهرة على يديه غنية عن انتحال ما لا أصل له وبطلان كون هذه العين من مكة أوضح من أن يذكر فانه لم يكن في زمانه صلى الله عليه وسلم بعرفة ولا بمكة ولا بالمدينة عين تذكر على هذا النعت ولا ما يقرب منه وإنما أجريت هذه العيون بعد ذلك بأزمان.
الثانية بئر البصة بضم الباء وتخفيف الصاد المهملة كما هو الدائر على ألسنة أهل البلد وقال صاحب القاموس انه بالتشديد كأنه من بص الماء بصا رشح وأن روي بالتخفيف فمن وبص يبص وبصا وبصة كوعد يعد وعدا وعدة إذا بلغ أو من وبص لي من المال أي أعطاني فقد روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشهداء وأبناءهم ويتعاهد عيالهم قال فجاءني يوما فقال هل عندك من سدر أغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة قلت نعم فأخرجت له سدرا وخرجت معه إلى البصة فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وصب غسالة رأسه ومراقة شعره في البصة وهذه البئر قريبة من البقيع على طريق قبا في حديقة نخل على طرف بطحان وماؤها أخضر وهناك بئر أخرى صغيرة.
قال المطرزي والناس يختلفون فيهما أيتمها بئر البصة والصغرى هي التي تلي أطم مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ورجح السيد أنها الصغرى حاكيا