والكيزان المصنوعة من ترابه معلوم مشهور والورع ترك نقله لاحتمال خصوصية الاستشفاء به لأهل الحرم وإمكان حمل الحديث عليهم والعلم عند الله وقد ذكر أيضا الاستشفاء من الحمى بتراب مشهد حمزة انتهى.
ومما زرناه موقف وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ومشربة أم إبراهيم ونخيل سلمان الفارسي وقصة النخيل مشورة في الصحيح وغيره وفيه آيات باهرة ، ومعجزات ظاهرة ، والله تعالى يوفقنا ويعننا بمنه ويمنه آمين وهو المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انتهى كلام شيخنا المذكور فانه حسن لأنه مشتمل على فوائد ونكت مستحسنة لا يملها ذو الذوق السليم والطبع المستقيم.
انعطاف إلى ما كنا بصدده فأني قد زرت المدينة المشرفة ثلاث مرات وشاهدنا تلك المشاهد المذكورة على الجملة لضيق مدة الإقامة فيها وإنما يحصل كمال التفتيش والبحث على المواضع المنورة والأماكن المشرفة بمجاورة المدينة المنورة واستيطانها على الدوام فلا يزول الاشتياق إلا بطول المكث فيها لما علمت أن المسافر لا تقر عينه بالبلدان حال كونه مشتغلا بالسفر وشئونه فإن القلب واحد لا يمكن تعلقه بأمور مختلفة لا سيما أضداد المعتني به يعلم ذلك من شد أزاره لتحقيق المراتب ونعوت المقامات لأن الضد لا يجتمع مع ضده نعم قوة الفضل من الكريم الوهاب وشفاعة أفضل الخلق على الإطلاق ، ومنة الغني الخلاق ، أمطرت سحائب الفتح فإن لم يصبنا منه وابل فطل.
فلما استقر بنا القرار في مدينة الرسول وشاهدنا تلك المشاهد النبوية الفردانية الصمدانية القدسية الروحانية المحمدية الأحمدية ظهرت لنا معالم الأنوار ، ونتائج النبي المختار ، وثمرة الود وكشف الأستار ، وحضرة القهار ، فانعكس في قلوبنا