العارف بالله تعالى أحمد بن محمد ابن ناصر أن يروي بهذا السند الشريف العالي المنيف حديث سيد المرسلين وحبيب رب العالمين ككتاب البخاري وغيره من الكتب وقد قرأ علي حديث إنما الأعمال بالنيات نفع الله تعالى به المسلمين وجعلني وأياه في بركة سيد المرسلين آمين. إلى أن قال ومن عادة أهل المدينة أيضا في كل ليلة جمعة أن يجتمع الناس بعد صلاة العشاء في آخر أروقة المسجد النبوي الموالي لصحن المسجد فتأتي جماعة من المنشدين فينشد كل واحد قصيدة أو قصيدتين بصوت رخيم ، وتطريب وتقسيم ، والناس محدقون ولهم إتباع يردون عليهم مثل ما تقدم في ليلة المولد إلا أنهم لا يحتفلون لذلك في ليلة الجمعة كاحتفالهم لليلة المولد ولا قريبا منه.
ومن عادته في يوم الجمعة الخروج للبقيع ووضع الرياحين الكثيرة على القبور خصوصا المشاهد المعلومة فيكون عندها أضغاث من الرياحين ويؤتى به إلى الحجرة الشريفة أيضا ويلقى من طيقان الشبابيك إلى داخلها فلا يزال هنالك حتى يذبل ويذوى ويخرج في كناسة الحجرة ويقتسمها الأغوات بينهم مع باقي الشمع الذي يوقد داخل الحجرة وما يتساقط من الطيب فيجمعون ذلك فيهدون منه لأصحابهم وللأكابر ويبعثون منه إلى من يهاديهم من أهل الآفاق.
ومن عادتهم يوم الجمعة أن يكنس المسجد النبوي كله ويؤتى بأغطية من ديباح أسود مخوص بالذهب فتعلق على أبواب المسجد ويؤتى برايتين سوداوين من ديباج مخوص أيضا فيركزان عن يمين المنبر وشماله وتكسى درج المنبر من أعلاه إلى أسفله ديباجا من ذلك النعت ويعلق أيضا على أبواب الحجرة الشريفة فإذا كان قبل الزوال بقريب من ساعتين طلع المؤذنون على المآذن فيبتدئ مؤذن الرئيسة بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة آيات من القرآن فإذا فرغ تلاه صاحب السليمانية على نحو من ذلك ثم لا يزالون كذلك يتناوبون الذكر والصلاة على النبي