وتخلفت مع هذه الرفقة فبعضهم يمشي على الرجل وبعضهم على البغال وقد صحبوا السلاح والبنادق فلم يصبنا خوف ولا روع ونحن في جماعة من العرب في أطراف القرية فلم تقع لهم عين سوء علينا بل فرحوا بنا فرحا شديدا فمنهم من يطلب الدعاء ومنهم من يقول لا تخافوا فلا بأس عليكم ولا ضرر لديكم وشيعونا إلى أن برزنا عن بساتين العمارة وأرونا الطريق التي نسبق فيها الركب أحسن الله إليهم وأجزل لهم الثواب فمشينا سويعة من الزمان وإذا الركب قد سبقنا الأكثر منه فافترقنا لما دخلنا وسطه إذ كل ذهب إلى رحله فكنت أنا أطلب رحلنا فلم يتبين لي غير أني وجدت رحل الفاضل الأديب الود الصدوق الخل الفاروق سيدي محمد بن القاضي الملقب أبا وغثوش (١) أمير زواوة راكبا في محفة مريضا مرض الإسهال فلما وقع بصره علي فرح بي ورحب وضحك وسألته عن مرضه وحاله فأخبرني بأنه أشتد مرضه في المدينة وبعد خروجه منها ثم كذلك استمر عليه الحال بعد أن عزم أن يقيم بالمدينة المشرفة لظنه الموت فضيق عليه بعض الأصحاب بأن أمره بالعزم على السفر لعل الشفاء يحصل فخرج راجيا ذلك ومنتظرا ما هنالك فقلت له لا يكون معك إلا الخير والعافية إن شاء الله فقال متأسفا لا أظن السلامة أو كلاما يقرب منه فعاودته الدعاء بالبرء.
ثم قال احكي لك رؤيا أني رأيتها فقلت له وما هي (٢) فقال أني رأيته صلى الله عليه وسلم وكنت أسأله الشفاعة أو كلاما هذا معناه وأعيد له ذلك المرة بعد المرة حتى قال لي أني شفعت فيك أو (٣) أنك مغفور لك أو (٤) لا تخف مما هو حاصل هذا المعنى فسرني
__________________
(١) في نسخة وعشوش وفي أخرى وعثوش.
(٢) في ثلاث نسخ وما هذه.
(٣) في نسخة و.
(٤) في نسخة و.