ما رأى وطمعت في البرء له بيد أني لما أخبرني بأنه صلى الله عليه وسلم بشره (١) بالمغفرة خلت موته ثم أني صحبته كذلك راكبا على بغلتي وهو راكب على جمله إلى بعيد المغرب وأتى علي (٢) وقته فارقته ثم نحن كذلك نسير إلى العشاء بعدها بسويعات وزمان نزلنا قرب الاستشراف على المضيق قرب الجبل إذ لا يمكن سيره لصعوبة الطريق وكثرة الأحجار وضيقه بين الجبال فليشكر الله من خرج منه على عافية وسلامة وطيب وقت في نفسه ومع ذلك تكثر فيه فساق الغرب ومحاربوهم قل أن يخرج الركب سالمين منهم فبتنا فيه خير مبيت فلما قرب الصباح ظعنا منه ووصلنا المضيق الوعر والركب المصري قرب وصوله موضع النزول فسرنا في ذلك الوعر رويدا رويدا وخرجنا منه على سلامة وعافية ومع ذلك دارت العرب ببنادقها مع ضرب البارود في أطراف الركب فعلي النداء والصياح فانحجم أول أول الركب وربضوا (٣) إلى أن وصل سلطان فزان في تخته مع أصحابه فسلم الحجاج وركبنا والحمد لله نعم كل من مر على هذا المضيق قل أن يسلم من المحاربين.
فلما اجتمع الركب سرنا على بركة الله وحسن عونه إلى أن بلغنا المنزلة التي بعد نقب علي وهي مشهورة ولما أن استقر بنا القرار في يوم حلا لا قر وفي تلك المنزلة شجر كثير وفيها بئر عظيمة بعث لنا الفاضل سيدي محمد السابق ذكره وهو ابن القاضي أنا والمحب في الله سيدي أحمد بن حمود وسيدي احمد الطيب لكونه أشرف على الموت فأوصى الجميع على حوائجه وحسبنا ماله وعلمنا به أين كان والحافظ له سيدي احمد بن حمود اد بيّنه (٤) هو وقد وصيناه أيضا لأنه هو الذي يصون أموالنا وعند الظهر
__________________
(١) في ثلاث نسخ بشرني.
(٢) في ثلاث نسخ وتاغل.
(٣) في ثلاث نسخ ريضوا.
(٤) كذا في ثلاث نسخ وفي واحدة نوبه.