عسى يحوز القبول بأعين سعادة السيد برغش أعزّه الله» (١). ولا بد من التذكير هنا أن المؤلف رافق السلطان في بداية الرحلة من زنجبار إلى مكة المكرمة ثم اختلف سيرهما حيث عاد السلطان لمقر حكمه وواصل السيد حمود البوسعيدي أسفاره في الحجاز أولا ثم إلى مصر والشام ، فكأنّه يقدم للسلطان الجزء الآخر من الرحلة الذي لم يشهده.
وهذا الاهتمام بالشأن الزنجباري لا يقتصر على مظهر المقارنة وإنما نجده يبرز خلال نقاشات البوسعيدي مع قساوسة النصارى الذين التقى بهم في يافا ، وأعجب أيّما إعجاب بسيرتهم والتزامهم بدينهم التي وجدها موافقة لمقتضيات الشريعة الإسلامية ، يقول : «والمذكورون نصارى الشام من العرب ليس بينهم افرنج بل إنهم ملة واحدة ، ولباسهم مثل المسلمين. ويتعجب الإنسان من أقوالهم وأفعالهم أغلبها موافقة للمسلمين. واطلعت على تفسير كتبهم ؛ بها أحوال كثيرة موافقة للشريعة ، وبها مواعظ وحكم». ويسجل بفرح تعرّفه على طبقاتهم المختلفة والفوارق بينها القساوسة والرهبان والبطارقة. ثم إنه يجري معهم حوارا حول تحريم الرقيق وموقف
__________________
(١) زاهر بن سعيد ، تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجبار ، (وزارة التراث القومي والثقافة : مسقط ١٩٨١ م) ، ط ١ ، رتبه وصوبه لويس صابونجي ، ص ٢٣٣ ..