الدين المسيحي منه. يقول في نص تكشف أجواؤه عن تقدير لهم ، ويختص ـ أي النص ـ بطائفة منهم لهم مذهب في الاغتسال من النجاسة يقترب مما عند المسلمين : «والنصارى المذكورون يذكرون أنهم يستنجون من البول والغائط وكذلك الجنابة لها استنجاء خاص وليس غسل تام. وهم ينكرون على باقي النصارى ويخطئونهم لأنا اجتمعنا بواحد من المتفقهين في دينهم ورأينا منه الإحسان التام ، ليته كان مسلما. ورأينا عندهم جواري سود ، وسألناهم عن ذلك ، فقالوا : معنا جائز البيع والشراء في الرقيق. قلنا : كيف يمنع الإنجليز ذلك؟ قالوا : فعلهم مخالف للإنجيل ، لأن الإنجيل محلل بيع الرقيق ، بل الذي يدخل في ديننا نكره بيعه لأنه قد دخل في الدين وصار مثلنا ، وذلك لا يخرجه من الرق بل نكره بيعه ، وهو ليس بحرام مطلقا».
وهذه المناقشة تأتي على خلفية المعاهدات التي وقعها السلطان برغش بن سعيد لمنع تجارة الرقيق ، مما ترتب على ذلك من خسائر مادية كبيرة على حكومة زنجبار وأتباعها.
وقد بحثنا فلم نجد للسيد حمود البو سعيدي مؤلفا غير هذا الذي بأيدينا. وحسبنا أن نشير في هذه العجالة إلى ملاحظة لا بد وأن قارئنا الكريم أدركها حتى الآن ، من خلال ما أوردناه من نماذج وإن كانت قصيرة من هذه الرحلة ، إلى أن لغة الكاتب بعدت كثيرا