من شهر الحج توجه السيد برغش ومن معه إلى المدينة المنورة. ويوم حادي محرم حرام الساعة الثامنة من النهار سافروا من بندر جدة إلى زنجبار ، وكان وصولهم من المدينة يوم سبعة وعشرين من شهر الحج سنة ١٢٨٨. وكنت أنا قد بقيت بمكة المشرفة مجاورا لبيت الله الحرام وزمزم والمقام ، وأتطيب بمسك تراب تلك المشاعر العظام بمكة ، قال الشاعر :
بمكة لي غناء ليس يفنى |
|
جوار الله والبيت المعظّم |
ثم في اليوم التاسع من شهر ربيع الآخر وكان يوم الأحد سنة ١٢٨٩ توجهت إلى الطائف ، وكانت الساعة الثامنة من النهار. وأصبحنا يوم الاثنين في سوله وأقلنا بها ، ورحلنا في الساعة السابعة من النهار ، وأصبحنا في التبيل وأقلنا هناك ورحلنا في الساعة السابعة من النهار يوم الثلاثاء ، وأصبحنا يوم الأربعاء بالطائف ودخلنا البلد بعد طلوع الشمس بساعة. وبعد الاستراحة سرنا نزور قبور سادتنا عبد الله ابن العباس وأولاد النبي الطيب والطاهر وولد سيدنا علي بن أبي طالب محمد بن الحنفية وزبيدة بنت أبي جعفر المنصور العباسي ومن معهم في القبة.
ثم زرنا قبور الصحابة الاثنى عشر ، وهم شهداء الطائف. ثم زرنا