سبع محطات ، كلّه عمار من مزارع ونخل وأشجار ، وتفرع النهر في مواضع شتى يسمونها الترع ؛ منها ترعة إلى السويس تمر فيها المراكب عند جودي ، ومنها ترعة عند الإسكندرية ، وترعة تشق مصر. وكلها من البحر الكبير وتفاريعه في سائر أرض مصر من سائر البلدان. وجميع هذه الترع تجري فيها السفن من كبار وصغار ، ويأكلون من حيتانها. والحاصل أننا رأينا شيئا عظيما يقصر دونه الوصف.
والسويس بلدة صغيرة ولا عليها سور ، ولا فيها شيء من القلاع غير البوابير الحربية في مرساها. وفيها قلعة محكمة متكلفة بلك وخمسين ألف ريال (١). إنه هذا ما بلغنا. وليست هي بلدة مزارع إنما تجيء إليها الفواكه والمأكولات من مصر وغيرها.
وأما العجائب في مصر ـ وما سميت مصر إلا لأنها مصر كما قالوا ـ وفيها من البساتين آية وشيء يبهر العقول حتى في بعض الأماكن يمشي البابور ما بين الأشجار والأنهار. وتفرجنا على كارخانة (٢) طبع الكتب ، والذي يصحح الكتب في المطبعة عشرة من العلماء. وكذلك تفرجنا على كارخانة عمل القرطاس وهي تعمل أصنافا من القرطاس. وهو يعمل من الخرق البالية والجواني وورق الموز.
__________________
(١) اللك : كلمة من لغة الأردو مقدارها مائة ألف.
(٢) ماكينة الطبع.