وشهيرة على ألسنتهم ، حتى أنه كان يخطف الأسرى من بلد الإفرنج ، فلهذا تجدهم يعتقدونه من أولياء الله تعالى. ولم نر هذا البلد إلا مرورا عليه ولم ندخله غير أن بعض الناس يخبرنا أنها بلد (رائعة) (١) الشكل لطيفة الهوى بها أصناف التجارة ، وأبنيتها متناهية الجمال ، وبحر النيل في وسطها وهي منظمة ، والله تعالى أعلم.
وهي من جملة المحطات التي يقف عليها البابور. والفواكه في الإسكندرية أكثر من مصر وأحسن ، وأما الزينة التي يعملونها في مصر والإسكندرية ليس هي باختيارهم بل يجبرون عليها ، هكذا بلغنا. والحد الذي بين أرض مصر والشام اسمه العريش (٢). وبندر إسكندرية حصين يحيط بالبلد من ثلاثة جوانب ، ورأينا فيها الجودي الجديد ، ينزلون في البحر ويدخلون المركب في وسطه ، ثم يرفعونه والمركب في جوفه ، هكذا اخبرونا. وقد بلغنا أن سكان بلد مصر تسعة لكل نفر والإسكندرية ثلاثة لكل نفر ، الذين هم في هذين البلدين خاصة (٣) غير سائر الأقاليم ، والله أعلم (٤). ورأيناهم يجمعون
__________________
(١) ورد في الأصل «مريفة بالشكل» ، ولم نعرف لكلمة مريفة معنى.
(٢) وردت في الأصل العرش.
(٣) خاصة يستخدمها كثيرا بمعنى فقط ،
(٤) ربما كان يقارنهم بسكان زنجبار وأنهم يزيدون في مصر أي القاهرة تسع مرات وفي الإسكندرية ثلاث مرات.