دخل في الدين وصار مثلنا ، وذلك لا يخرجه من الرق بل نكره بيعه وهو ليس بحرام مطلقا.
سافرنا من يافا إلى بيت المقدس على خيل في يوم الثلاثاء تاسع شهر جمادى الآخر وأخذنا في الطريق اثنتي عشرة ساعة وربعا ، مدة السير. وكراء الدواب ثمانية ريالات ونصف ينقص قليلا. وأغلب الطريق عمار ومزارع وشجر وزيتون ، آية من كثرته حتى في الجبال. والسلك يسايرنا في الطريق إلى بيت المقدس. والطريق كلها مخدومة (١) تصعد الجبل كما تصعدها الدواب والبهائم ، حيث يحملونها إلى جبال عالية جدا. والطريق فيها مقامات ومهاوي للاستراحة. وجبال المقدس أغلبها بيض بيرة مخضرة بخلاف جبال الأماكن الباقية ، إلى أن وصلنا مدينة المقدس. وهي مدينة كبيرة عليها سور كبير ، وأرضها طلوع ونزول ، ليست مستحبة ، وخارج البلد فيها بساتين وشيء من البيوت المنظمة الجديدة ، وأما بيوت البلد بنفسها فهي قديمة وطرقها ليست على كل حال وهي بلد قديمة وأغلب سكانها يهود ونصارى والمسلمون بها قليل. وبلغنا أن المسلمين سكان المدينة ألفان والنصارى أربعة وعشرون ألفا ، واليهود أكثر من عدد النصارى. وفيها جملة كنائس.
__________________
(١) معبدة ومهيأة.