آتي به النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة الإسراء ، هكذا أخبرونا. وكل موضع وأثر قديم فهو نازل في الأرض لا بد من النزول له. وأغلب الآثار التي رأيناها هكذا.
وأما القبة التي فيها الصخرة فهي في وسط المسجد وفيها أربعة أبواب مصفحة ، وهو كبير وفي وسطه القبة وفيه الصخرة ، وعليه الشبابيك كما تقدم ولا تدخل من واحد إلا وتنزل ، والثاني هو دائر على الصخرة. وهذا المسجد لا يبلغه الوصف لما فيه من الزخارف والنقوش وإتقان البناء القديم ، وذلك من بناء بني أمية ، كما بلغني فمن يرى تاريخ البناء من الزوار يجده مكتوبا على القبة سنة ٢٨٣ سنة (١) ، فيكون من مدة البناء إلى الآن ألف وست سنين. ورأيت مصابيح في هذا المسجد ما رأيت مثلها فيما رأيت من المساجد ، إذا أشرقت عليها الشمس ترى العجب من الألوان والأشكال.
وسور البلدة عال بني بالحجر المسحول العظام ويذكرون أن فيه شيئا من بناء نبي الله سليمان بن داود عليهماالسلام. وأغلب البيوت مبنية بالحجر المسحول ، والطرق كلها مفروشة بالحجر. وفيها جملة أسواق وعليها زج ، وكذلك البيوت أغلبها زج.
__________________
(١) هكذا في الأصل. ومن المعلوم أن عصر بني أمية انتهى قبل هذا التاريخ بسقوط مروان بن محمد ومبايعة أبي العباس السفاح خليفة عام ١٣٢ ه ، ليبدأ عصر الدولة العباسية.