هذا السبب. والعجب في خدمة الكراكات حكمة بالغة لا توصف ، وهي أشكال كثيرة ليست واحدة تشبه الأخرى ؛ منها التي تحفر البحر من وسطه وتأتيها أخرى تحمل الطين وتلقيه في محل آخر ، ومنها تحفر طرف البحر وترمى الطين بالآلة بعيدا عن البحر والآلة في نفس الكراكة. الحاصل أنها حكمة بالغة ولهن آلات كثيرة ، وعمال كثر لمقابلة الشغل ، وهي في أماكن كثيرة.
ويوم ثاني سافرنا من السويس في مركب إسماعيل باشا ، وهو دخان اسمه الحديدة واسم قبطانه حافظ ، وطاقمه كلهم أخيار كما ينبغي ، فوصلنا بندر جدة يوم حادي والجمعة من شهر شعبان في ثماني ساعات من النهار ثم منها إلى مكة المشرفة. وبلغنا عن السلطان عبد العزيز خان أن في دولته العثمانية عساكر كثيرون ، من ذلك قول أنهم خمسة وعشرون لكا ، وقول ثمانية وعشرون لكا. وقد رأينا خارج مدينة دمشق الشام خيام العساكر وأخبرونا في ذلك المحل عن عدد أقل يبلغون خمسة عشر ألف عسكري. وكل سنة يعملون قرعة في كل بلد من بلدانهم خلاف الحرمين والذي تخرج عليه القرعة يدخلونه في العسكرة إلى ست سنين ، وبعد ذلك يكون رديفا ، وهو أن يرخصوا له يخدم على نفسه في بلده أو غيرها إلى