كتاب كبير في عدة مجلدات ، هذب به كتاب (العين) المنسوب إلى الخليل بن أحمد ، وأضاف إليه في اللغة طرفا صالحا» (١).
هذا مع أن «بضاعته قوية في العلوم الباقية» (٢) بدليل أنه تصدّر في مجلس أبيه بعد موته ، و «خلفه في جميع علومه» (٣) بعد أن عرفنا غنى معارف أبيه ، وكثرة العلوم التي كانت تقرأ عليه. لهذا يبعد أن نسلّم بعبارة ياقوت على إطلاقها ، لأن حال أبي محمد لا يؤكد صحتها ، وهذه كتبه وما خلفه من آثار تبين أنه «رأس في العربية واللغة» (٤) وجاءت بضاعته في غيرهما موضع نقد وتجريح ، تناول الغندجاني في «فرحة الأديب» جانبا منها.
وبذلك نستطيع أن نفسر خلافته أباه في مجلسه على أنه ملأ فراغه في حلقات النحو واللغة ، مع المشاركة بمعارف قريبة فيما يعرض له أثناء ذلك من العلوم الأخرى.
أثره ومشاركاته :
تبين لنا مما تقدم ، مدى الأثر الذي تركه ابن السيرافي فيما فقهه من علوم ، ونستطيع الجزم بأن أثره كان محصورا فيما قدّمه من جهوده في علمي النحو واللغة في ميدانين بارزين :
أولهما : مجالس التدريس ، فقد «تصدر في مجلس أبيه بعد موته ، وكان يفيد الطلبة في حياته» (٥) ، «ولم يزل أمره على سداد واشتغال وإفادة إلى أن توفي» (٦).
__________________
(١) وفيات الأعيان ٦ / ٧٠ وما بعدها ، ومرآة الجنان ٢ / ٤٢٩
(٢) الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ٢٢٦
(٣) معجم الأدباء ٢٠ / ٦٠
(٤) المصدر السابق
(٥) الجواهر المضيّة .. الموضع السابق.
(٦) وفيات الأعيان ٦ / ٧٠