وثانيهما : ميدان التأليف ، وقد كان أبو محمد ـ فيما يبدو ـ حريصا على أن يقدم فيه أكبر قدر ممكن من المؤلفات القيمة.
أما مجالس التدريس ، فهى على أهميتها ، ومواظبة ابن السيرافي على أدائها إلى أن وافته المنية سنة ٣٨٥ ه ـ إلا أنّ أثره فيها لم يتضح ـ فيما وصل إلينا من أخبار ـ كما لم يكن له من تلامذته من كان نابه الذكر ، فلم يبلغ بذلك شأو أبيه الذي كان من تلامذته : في النحو أمثال ابن مجاهد وأبي بكر بن دريد ، وفي القراءات أمثال أبي بكر بن السراج والمبرمان (١) ، كما كان أبو حيان التوحيدي أحد تلامذته الذين اشتد إعجابهم به طويلا ، ونوّه بذكره في معظم كتبه «فمن ذا مثله ومن ذا يجري مجراه» (٢).
مؤلفاته :
فإذا قصّر أبو محمد عن أبيه في مجال التدريس ، فقد عوض عن ذلك في ميدان التأليف الفسيح ، فكان منه عدد من المؤلفات الثمينة ، الدالة على فضله وسعة اطلاعه.
ومما يلفت النظر في مؤلفاته انتماؤها إلى لون واحد ، فقد سخرها جميعا لشرح شواهد العربية في أبرز كتبها المشهورة المتداولة. وهذه الكتب هي :
(١) شرح أبيات إصلاح المنطق. ورد في : وفيات الأعيان ٦ / ٧٠ ومعجم الأدباء ٢٠ / ٦٠ ومرآة الجنان ٢ / ٤٢٩ والجواهر المضيّة ٢ / ٢٢٦ والبلغة للفيروز أبادي ٢٩١ وبغية الوعاة ٢ / ٣٥٥ وخزانة الأدب ١ / ٤٠٥ وكشف الظنون ١ / ٣٢٨ وهدية العارفين ٢ / ٥٤٩ وتذكرة النوادر ص ١٢٧ ومعجم المؤلفين ١٣ / ٢٩١ والأعلام
__________________
(١) إنباه الرواة ١ / ٣١٣ ومعجم الأدباء ٨ / ١٤٥
(٢) المقابسات ٥٤ ، ٥٨