كبير في عدة مجلدات. ورد في : وفيات الأعيان ٦ / ٧٠ ومرآة الجنان ٢ / ٤٢٩
(٩) وانفرد ابن كثير بقوله : إنه «تمم شرح أبيه لكتاب سيبويه». جاء ذلك في : البداية والنهاية ١١ / ٣١٩
* * *
هذه جملة كتبه ، وهي للمتأمل تشير إلى الاتجاه الذي ندب له ابن السيرافي نفسه ، وأفرغ فيه جهده. ونحن ـ على أية حال ـ لا نستطيع أن نمر مرورا عابرا بهذه الظاهرة ، التي تمثلت عند ابن السيرافي .. إذ لا بد ـ وراء هذا الإلحاح على شرح الشواهد من دوافع نكشف عنها ، وتعليلات نتلمسها ، مما ورد تفصيله في الدراسة المعنية بشروح شواهد العربية في نشأتها وتاريخها (١).
صلاته العلمية :
لا بد لنا قبل أن نطوي صفحة الحديث عن الجانب العلمي من حياة ابن السيرافي من الالتفات إلى مدى هذه الصلات العلمية والعقلية التي كانت تربطه بمعاصريه ، خصوصا وأن القرن الهجري الرابع كان حافلا بأعلام اللغة والنحو من أصحاب المؤلفات القيمة والمعاجم الكبرى.
فإن جاز لنا أن نكتفي بما بين أيدينا من أخبار ، حكمنا بضعف الصلة بين ابن السيرافي وبين علماء عصره وأدبائه ، وقد ساعد على ذلك تجنبه شيوخ العلوم المختلفة في مرحلة التحصيل اكتفاء بما كان عند والده منها. فلم يعرف له من هذه العلاقات العلمية المثمرة سوى ما ذكر بأنه «كان بينه وبين أبي طالب أحمد بن أبي بكر العبدي النحوي مباحث ومناظرات منقولة بين الناس» (٢).
__________________
(١) عساي أقوم بنشرها عما قريب إن شاء الله.
(٢) بغية الوعاة ٦ / ٧١