هذا خلاف شروح أخرى كنت أعود إليها ، ليست لأبيات سيبويه ، بل هي لشواهد المغني والمفصل وألفية ابن مالك .. كل هذا لأضع النص في مكانه من شروح الشواهد ، فيبتدى ما بينها من تأثر وتأثير ، وتبادل الأخذ والعطاء.
فكنت أقارن بين شرح ابن السيرافي وشرح غيره ، وأشير إلى ما أراه أجود وأوفى في أحيان كثيرة.
أما فيما يتعلق بالتوجيه النحوي في هذه الشروح ، فلا أذكر شيئا ما اتفقت ، وأشير إلى ما أراه جديرا عند تباينها.
وقد التزمت ذكر مواضع ورود كل شاهد في كتب النحو ، من شروح شواهد سيبويه أو غيرها ، مخطوطة أو مطبوعة ، مرتبة حسب تقدمها الزمني ، مما تنطق به الحواشي ، فيتضح بذلك منشأ الرأي وخط تطوره ، كما أنه أدعى إلى سهولة العودة إليه على سبيل التتبع أو التوسع عند الحاجة.
أما فيما يتعلق ب (فرحة الأديب) فقد التزمت إيراد ردود الأسود الغندجاني (١) بتمامها في مواقعها من النص ، سدا لما قد يكون من ثغراته ، واستكمالا للفائدة منه. وذلك بما تميز به أبو محمد الأعرابي من توسع في الرواية ، وإتقان للأنساب ومعرفة بالأماكن ، واستيعاب لحوادث العرب وأخبارها .. وذلك بعد أن تم لي تحقيق هذا النص وإقامته من أربع نسخ منه لدي ، أبرزها نسخة تامة بخط عبد القادر البغدادي نفسه (٢).
__________________
(١) راوية عالم ثبت من غندجان بفارس (كان موجودا سنة ٤٣٠ ه) اختط لمؤلفاته الرد على ما اشتهر من أسفار العلماء بأسلوب التهكم والسخرية وضرب الأمثال ، بلا استثناء ، فكان منها : (ضالّة الأديب) في الرد على ابن الأعرابي في النوادر ، و (نزهة الأديب) في الرد على أبي علي في التذكرة و (إصلاح ما غلط فيه النمري في شرح مشكل أبيات الحماسة) وقد خصّ ابن السيرافي بكتابين هما : (فرحة الأديب) في الرد على شرح أبيات سيبويه و (قيد الأوابد) في الرد على شرح أبيات إصلاح المنطق.
(٢) معدّ للطباعة مستقلا مع تقديم واف ..