(قلى دينه واهتاج للشّوق إنّها (١) |
|
على الشّوق إخوان العزاء هيوج (٢)) |
تراءت : تعرضت لأن يراها ، ودومة : موضع معروف وهي دومة (٣) الجندل ، والتّجر : جمع تاجر ، والحجيج : الحجاج ، وقوله : تجر عنده ؛ يريد أن الموضع الذي هو فيه ينزله التجار والحجاج ، قلى دينه : أبغضه.
وأراد أن الراهب من شأنه في دينه (٤) أن النساء حرام عليه ، فلو رأى هذه المرأة لأبغض الترهب ، وأحب مواصلتها ، واشتاق إلى الغزل وإلى محادثة النساء واللعب معهن. و (على الشوق) في صلة هيوج ، وهيوج : تهيّج (٥) الشوق عليهم. يقال : هيّجته على كذا ، إذا بعثته على فعله. يعني أن رؤيتها تدعو من رآها إلى الاشتياق إليها.
__________________
(١) في المطبوع : أنها ، بالفتح.
(٢) أورد سيبويه ثانيهما وقد نسبه إلى أبي ذؤيب الهذلي. والبيتان للراعي النميري ، وردا منفردين في ديوانه ص ٢٩ وجاء في صدر الأول : (عشية سعدى) وفي عجز الثاني (إنما على الشوق إخوان) برفع إخوان. قلت : ولم أجده هكذا عند أحد ، ولو رحنا نؤول للرفع لكان ذلك على حساب المعنى وقوته. وفي الكتاب (أنها على الشوق) بفتح الهمزة وكذا عند النحاس ٣٠ / أ، وفي ذلك معنى التعليل ، كما أنه يربط آخر البيت بأوله ولكنه يضعف من إشعارنا بطاقة فتنتها على التأثير.
والغريب أن ابن السيرافي أسند نسبتهما إلى الراعي إلى سيبويه ، وهما في الكتاب لأبي ذؤيب ، ويبدو أن سيبويه توهم ذلك ؛ لقربهما من قصيدة لأبي ذؤيب من البحر والقافية. مطلعها :
صبا صبوة بل لجّ وهو لجوج |
|
وزالت لها بالأنعمين حدوج |
انظر ديوان الهذليين ص ٥٠. وروي البيت الثاني للراعي في : اللسان (هيج) ٣ / ٨٣ و (أخا) ١٨ / ٢١
(٣) موضع بين الحجاز والشام على عشر مراحل من المدينة وثمان من دمشق. انظر الجبال والأمكنة ٩٠ والبكري ٣٥٣
(٤) (في دينه) ساقط في المطبوع.
(٥) في الأصل والمطبوع : يهيج ، بالياء.