العثماني قاضي صفد ، فيما نقله شيخنا في درره عنه : إنه كان يشتغل ويتكلم على الناس ، ولا يخلو بنفسه إلا ساعة بعد الظهر. قال شيخنا : وزعم أنه مات تقريبا سنة خمس عشرة وسبعمائة. فليحرر ، قلت : أرخه العفيف المطري سنة ثلاث وثلاثين بالتكرور. وله تأليف في زيارة النبي صلىاللهعليهوسلم ، والرد على منكرها ، سماه «البيان والانتصار في زيارة النبي المختار» وهو مطول في مجلدين ، أجاد فيه. قال شيخنا : ورأيت له قصيدة يرغب فيها في الموت أولها
أرى الناس تخشى من حلول المنية |
|
وتطمع أن تبقى بدار تولت |
لك الخير ، ماذا تحذرين؟ وما الذي |
|
ترجين مما بالمكاره حفت |
أمن نقلة للموطن الأول الذي |
|
إليه نفوس العارفين ترقت؟ |
جزعت وترضين الدنى ، وتنزعي |
|
عن الوطن الأعلى إلى دار غربة؟ |
١١٧٥ ـ داود بن عمير بن عامر : في ابن أبي داود.
١١٧٦ ـ داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس : الهاشمي العباسي ، والد محمد الآتي. وسيأتي فيه : أنه ممن جمع له في الولاية في خلافة بني هاشم الخطابة على منبر مكة والمدينة ، وقد روى عن أبيه ، وأبي بكر بن بكار. وعنه حفيده محمد بن عيسى ، وغيره. ولي إمرة الحرمين للأمين محمد ، ثم خرج إلى مكة ، وأقام بها عشرين شهرا ، فكتب إليه أهل المدينة يلتمسون منه الرجوع ويفضلونها على مكة ، في شعر لهم ، فأجابهم أهل مكة بشعر مثله وحكم بينهم رجل من بني عجل ، كان مقيما بجدة في شعر له عظمهما معا فيه والقصة مشهورة. وقد قال وكيع : أهل الكوفة اليوم بخير ، أميرهم داود بن عيسى ، وقاضيهم : حفص بن غياث ، ومحتسبهم : حفص الدورقي. ويحكى أن داود خلع الأمين وبايع المأمون ، واحتج بكون الأمين قد بغى على أخويه المأمون والمؤتمن ، وكتب لولده سليمان عامله على المدينة أن يفعل مثل ذلك. ثم سار إلى المأمون ، وأعلمه بذلك فسر ، وتيمن ببركة مكة والمدينة. وكان داود في سنة تسع وتسعين ومائة ، واتفق أنه أقام بمكة عشرين شهرا ، واستناب على المدينة ولده سليمان ، فكتبوا إليه : إن مقامه بالمدينة أفضل ، وقالوا له شعرا يحرضونه فيه على الهجرة من مكة إليها. فلما ورد عليه الكتاب أرسل إلى رجال من أهل مكة فقرأه عليهم ، فأجابه عيسى بن عبد العزيز المكي المعروف بالسلعسي بقصيدة ذكر فيها مكة وما فضلها الله به من المشاعر أولها :
أداود أنت الإمام الرضي |
|
وأنت ابن عم إمام الهدى |
وفي سنة ثمان وتسعين أصلح داود المنبر النبوي.
١١٧٧ ـ داود بن أبي الفرات : مضى في داود بن بكر بن أبي الفرات.