المسجد النبوي بعد حريقه ، فجهز في أول تملكه الأخشاب والحديد ، والرصاص ، ومن الصناع ثلاثة وخمسين صناعا ، وما يمونهم ، وأنفق عليهم قبل سفرهم ، وأرسل معهم الأمير جمال الدين محسن الصالحي وغيره ، صار يمدهم بما يحتاجون إليه من الآلات والنفقات ، وذلك في سنة ثمان وخمسين وستمائة إلى أن انتهى ، ووضع المنبر الذي عمله في سنة ست وستين وستمائة ، بعد أن أزيل منبر المظفر صاحب اليمن ، ودام إلى سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، فأرسل دبله الظاهر برقوق ، ثم لما حج في سنة سبع وستين وستمائة ، اقتضى رأيه أن يجعل على الحجرة النبوية درابزينا من خشب ، وهو المقصورة ، فقاس ذلك ، ثم طلعا وعمله ، وأرسله ، في سنة ثمان وستين ، وأداره عليها ، وعمل له ثلاثة أبواب ، وزيدت بعد بدهر آخر.
٦٧٣ ـ بيبرس الجاشنكير ، صاحب الخانقاه البيبرسية وغيرها من القربات : له ذكر في سلار.
حرف التاء المثناة
٦٧٤ ـ تركان بن عبد : في الحارث بن عبد.
٦٧٥ ـ تغريد برمش بن يوسف الزين ، أبو المحاسن التركماني الحنفي : نزيل القاهرة ، عني في بلاده بالعلم ـ فيما ذكره ـ ثم أتى القاهرة ، وهو شاب ، وعني فيها بفنون من العلم ، وأخذ عن جماعة من الأكابر ، كالجلال بن التباني الحنفي وكان يستحضر ـ فيما يذكره من المسائل ، أو يجري عنده فيها ـ ألفاظ بعض المختصرات في ذلك ، ولكنه كان قليل البصيرة ، ولقد كان ـ مع استحضاره لكثير من منكرات أبي عربي وغيره من الصوفية ـ ومبالغته في ذمهم ، سيما ابن عربي وأتباعه ، وربما أعدم بعض كتبه بالمحو والإحراق ، بل ربما يربط كتاب «الفصوص» منها بذنب كلب فيما قال ، وذلك بعد أن سأل البلقيني وغيره من علماء المذاهب الأربعة بالقاهرة عنه وعن كتبه ، فأفنوه بذمها ، وجواز إعدامها وصار يعلن بذلك ويكرر ذلك عصرا بعد عصر ، مع اختصاصه بجماعة من الأتراك ، بحيث استفاد بصحبتهم جاها وتعظيما عند أعيان القاهرة وغيرها ، وقتا بعد وقت ، من دولة الظاهر برقوق إلى أيام المؤيد ، وكتب له مرسوم يتضمن الإذن له في إنكار المنكرات المجمع عليها ، وأن يعينه الحكام على ذلك ، ثم لما جاور بالحرمين ، الذي كان انقطاعه بهما ، بعد حجة من سنة ست عشرة كان يرسل إليه كل سنة بما يقوم بكفايته وجرت على يديه صدقات بهما منها صدقة بقمح في سنة سبع عشرة ، ويذهب في التي تليها مع دراهم وقمصان وغيرها فيما بعدها ، ويخطىء كثيرا في تفرقتها ، وفي كثير مما ينكره ، بحيث كثر الكلام فيه ، وكادوا الإيقاع به ، وبالجملة : فقد انتفع بصحبته أناس كثيرون من أهل الحرمين ، كالعز بن المحب