ويفتضح فيه من يتعاطى فضله ، إذ هو السحر الحلال ، والعذب الزلال ، والصادر عن أوحد دهره ، وفريد عصره ، وشرع فيه وقد أتت عليه سنة [ولد هلال سنة ٣٥٩ ه] ، جرب فيها الأمور ومارسها وخبرها ولابسها ، وأنا عار من جميع صفاته ، وخال من سائر سماته.
وابن اللبون إذا ما لز في قرن |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس |
لكن قوله مستمع ، ومرسومه متبع ، وأمره مطاع ، ورأيه غير مضاع ......
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، وفي يوم الأربعاء سادس عشر رمضان توفي والدي ، الرئيس أبو الحسن ، هلال بن المحسن بن إبراهيم ابن هلال ، ومولده الأحد ، النصف من شوال سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، فانتقض السؤدد بمصابه ، وانثلم الفضل بذهابه».
والجزء الأخير الذي وصلنا من تاريخ هلال غير كامل ، ينتهي مع حوادث «أربعين وأربعمائة» لذلك لا يمكننا الحديث عن نوع ومدى التداخل بين تاريخ غرس النعمة وتاريخ أبيه ، ثم هل كان تاريخ هلال لوحده قد جاء في أربعة وثلاثين مجلدا ، أم تاريخه مع تاريخ ثابت بن سنان؟ والمهم أن تاريخ غرس النعمة يبدأ مع أحداث سنة / ٤٤٨ ه /.
ووصلنا كتاب مخطوط صغير جاء ـ كما عنونه صاحبه ـ بمثابة مختصر لتاريخ ثابت بن سنان ، وضع فيه مختصر أخبار القرامطة ، ويتألف هذا المخطوط من إحدى وثلاثين ورقة من قطع ١٩* ٥ و ١٣ سم في كل صفحة (وجه) ما بين ٢٠ ـ ٢٣ سطرا ، في كل سطر ما بين ٧ ـ ٨ كلمات ، وهذه النسخة هي بحوزة المستشرق البريطاني برنارد لويس ، وكان قد حصل عليها من القاهرة أثناء إعداده لإطروحة الدكتوراه ، وقد تفضل فأعارني نسخة عنها ، قمت ـ بعد استئذانه ـ بنشرها ضمن محتويات كتابي الجامع في أخبار القرامطة ، ونسخة الأستاذ لويس هذه قد