كتبت من قبل ثلاثة نساخ على الأقل ، وقد تم الفراغ من كتابتها «في سلخ شوال سنة ألف وسبع وخمسين» [٢٧ تشرين الثاني سنة ١٦٤٧ م] وقد نسخت كما يبدو عن نسخة من تاريخ ثابت تم نسخها في «سلخ جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وخمسمائة» [١١ ـ تشرين الأول سنة ١١٨١] ونسخت هذه النسخة ـ كما صرح ـ عن مسودة المؤلف.
إن خط هذه المخطوطة هو نسخي مقروء ، وحالة المخطوطة حسنة ، إنما يبدو أن المستوى الثقافي لنساخها ومعرفتهم بقواعد اللغة العربية كان ضعيفا ، لهذا تبعثرت الأخطاء النحوية والإملائية في كل مكان.
ويمكن تقسيم المعلومات التي تتضمنها إلى قسمين : قسم وردت معظم رواياته في تاريخ الطبري ، وقسم وقعت أحداث رواياته بعد وفاة الطبري ، فقام ثابت بتدوين أخبار هذه الأحداث ، وجلّ الأخبار في هذا القسم من عصر ثابت ، وعند ما نقرأ هذا القسم نلاحظ أمرا مدهشا ، حيث أن الكتاب يروي أخبار القرامطة ابتداء من «سنة مائتين وثمان وسبعين من الهجرة» حتى «سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة» بشكل كامل التسلسل سنة تلو أخرى ، ثم يقفز فيبدأ بأخبار «سنة ستين وثلاثمائة».
ولا ندري بشكل مؤكد سبب هذا ، لكن لدى قراءة المواد الأخيرة ومقارنتها بالمواد الأولى ، نجد أن المواد الأولى تولي قرامطة البحرين والعراق الاهتمام الأكبر ، في حين أن المواد الأخيرة موقوفة على نشاط القرامطة في الشام وصراعاتهم مع الخلافة الفاطمية في الشام ومصر.
إن هذا يدفعنا إلى الإفتراض بأن الذي جمع مواد مخطوطة الأستاذ لويس ، جمعها من كتابين لعلهما : تاريخ ثابت بن سنان الذي ذيل به على تاريخ الطبري ، وكتابه الآخر الذي أوقفه على تاريخ الشام ومصر ، ويبدو أن الكتاب الأول كان مبتورا ، فهو بالأصل «مسودة المؤلف» وأن الذي تولى عملية الاختصار لم ينتبه إلى الخرم الكبير ولا إلى طبيعة المواد المروية والاختلاف الذي لحقها ، أو أنه تنبه لكنه لم يخبرنا.