ومهما يكن الحال فإن المواد المتأخرة من مخطوطة الأستاذ لويس تتوافق ، لابل تتطابق تماما مع محتويات تاريخ ابن القلانسي عن دمشق ، وهو بيت القصيد في مقدمتنا هذه ، ويتألف كتاب ابن القلانسي من قسمين رئيسيين هما «الأساس» و «المذيل» ويبدأ الأساس بحوادث سنة ٣٦٠ ه ويقف مع بداية حوادث سنة ٤٤٨ ه.
ومن المرجح أن مواد قسم الأساس قد وجدت في مصنف هلال بن المحسن ، فقد ذكر ابن خلكان في ترجمته لصلاح الدين الأيوبي أن ابن القلانسي جعل كتابه ذيلا على تاريخ هلال بن المحسن الصابىء : «وكان هلال بن المحسن قد ذيل على ذيل ثابت على الطبري بدأه بأخبار سنة ٣٦٠ ه» ، وهكذا تداخلت فيه حوادث السنوات ٣٦٠ ـ ٣٦٥ مع ما دونه ثابت ، وتطابقت المواد في القسم المتداخل ، وجاء الاختلاف في بعض التفاصيل فقط ، وهذا ما نخلص إليه لدى عقد مقارنة بين مواد مخطوطة الأستاذ لويس ومطلع كتاب ابن القلانسي ، ومثل هذا الاختلاف بشيء من التفاصيل كان أمرا طبيعيا ، نلاحظ ما يشبهه لدى مقارنة السنوات المتداخلة بين تاريخ ثابت بن سنان وتاريخ الطبري ، ولنحاول الآن أولا التعرف إلى شخصية ابن القلانسي ومن ثم نعود مجددا للربط بينه وبين تواريخ آل الصابىء.
ترجم لابن القلانسي عدد من المؤرخين يتصدرهم ابن عساكر ثم ياقوت وبعده الذهبي ، ولما ذكره ابن عساكر مكانة خاصة للزمان والمكان ، ومما قاله عنه ابن عساكر : «حمزة بن أسد بن علي بن محمد ، أبو يعلى التميمي ، المعروف بابن القلانسي ، العميد كانت له عناية بالحديث ، وكان أديبا له خط حسن ونثر ونظم ... وصنف تاريخا للحوادث بعد سنة أربعين وأربعمائة إلى حين وفاته ، وتولى رئاسة ديوان دمشق مرتين»
وقال عنه ياقوت : «حمزة بن أسد بن علي بن محمد ، أبو يعلى ، المعروف