وعلى أهمية هذه الإشارة كم كنا نتمنى لو أنه ذكر الفارق بالسن بينه وبين أخيه.
ومن ثنايا مواد ابن القلانسي نرى بأن أسرته كانت من أكبر وأعرق أسر دمشق ، وأعظمها مكانة ، فهو قد تحدث في وقائع سنة ٥٤٨ ه عن الاضطرابات في دمشق ، وبين أن هذه الاضطرابات انتهت حينما «رد ـ سلطان دمشق ـ أمر الرئاسة [رئاسة دمشق] والنظر في البلد .. إلى الرئيس رضي الدين أبي غالب عبد المنعم بن محمد بن أسد بن علي التميمي ، وطاف في البلد مع أقاربه ، وسكن أهله ، وسكنت الدهماء ، ولم يغلق في البلد حانوت ولا اضطرب احد ، واستبشر الناس قاطبة من الخاص والعام والعسكرية وعامة الرعية».
واحتفظت أسرة آل القلانسي بمكانتها العالية في دمشق لعدة قرون فقد ترجم سبط ابن الجوزي وابن كثير والبدر العيني ، وابن طولون ، وبدران لعدد من آل القلانسي كان منهم «الصاحب عز الدين أبو يعلى حمزة بن مؤيد الدين أبو المعالي أسعد بن عز الدين بن غالب بن المظفر ابن الوزير مؤيد الدين أبي المعالي أسعد بن أبي يعلى حمزة بن أسد بن علي بن حمزة التميمي الدمشقي ، ابن القلانسي ، أحد رؤساء دمشق الكبار ، ولد سنة تسع وأربعين وستمائة ، وسمع الحديث من جماعة ورواه .. وله رئاسة باذخة ، وأصالة كثيرة ، وأملاك هائلة كافية لما يحتاج إليه من أمور الدنيا ، ولم يزل مع صناعة الوظائف إلى أن ألزم بوكالة بيت السلطان ، ثم بالوزارة».
وابن القلانسي هذا هو حفيد لمؤرخنا ، وهو الذي بنى دار الحديث القلانسية في صالحية دمشق ، ولعله بناها على تربة جده المؤرخ ، ذلك أنه دفن في سفح جبل قاسيون.
وعلى العموم نجد أن ما جاء في كتب التراجم وفي ثنايا تاريخ ابن القلانسي عنه عبارة عن مواد مقتضبة ، فهي وإن تحدثت عن ثقافته