ولا يصرح ابن القلانسي باعتماده على كتابي ثابت بن سنان وهلال بن المحسن أو على واحد منهما على الأقل ، كل ما هنالك أنه في سياق حديثه عن ولاية «حيدرة بن مفلح» لدمشق ، وهو أحد الولاة الفاطميين قال : «واستمرت عليه الأيام في الولاية إلى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، التي بني هذا المذيل عليها ، وعادت سياقة الحوادث منها ، وإيراد ما فيها ، وتجدد بعدها».
والبحث التاريخي هو الذي قاد إلى الافتراض بأن ابن القلانسي بنى «مذيله» على كتابي ثابت بن سنان وهلال بن المحسن ، أو على واحد منهما ، فمن شبه المؤكد أن مصنف ابن القلانسي بشطريه «الأساس» و «المذيل» يبدأ بحوادث سنة / ٣٦٠ / وبهذه السنة بدأ هلال كتابه ، ومن المسلم به أن ما كتبه هلال عن أخبار السنوات / ٣٦٠ ـ ٣٦٥ ه / وهي السنوات التي تداخل بها كتابه مع كتاب ثابت هناك تطابق بالمواد ، مع اختلاف بالتفاصيل ، وهذا ما نلاحظه حينما نقارن مواد السنوات المتداخلة بين تاريخ ثابت بن سنان وتاريخ الطبري ، لهذا ليس من المستبعد أبدا أن يكون ابن القلانسي اعتمد على تاريخ هلال بن المحسن دون سواه ، أو بالأصح على الذيل الذي صنعه على تاريخ مصر والشام ، إن كان فعل ذلك؟
وتبقى الأمور في حدود الفرضية ، فأول تاريخ هلال بن المحسن وكله تقريبا هو بحكم المفقود ، ومصنف ابن القلانسي وصلتنا منه نسخة خطية واحدة محفوظة في مكتبة البودليان في أكسفورد برقم [Hun ٥٢١] وهذه النسخة قد بتر من أولها مقدار أربع عشرة ورقة ، ولا شك أن هذه الأوراق قد حوت خطبة الكتاب مع بعض المواد الإخبارية ، ولئن تمكنت من تدارك المواد الإخبارية المفقودة من مختصر كتاب ثابت بن سنان ، تبقى المسألة الأساسية معلقة.
من هذا نخلص إلى القول أن مخطوطة البودليان تحوي قسمين من