المعلومات الإخبارية ، القسم الأول منها حتى سنة ٤٤٨ من تصنيف هلال بن المحسن لوحده أو مع ثابت بن سنان ، والقسم الثاني حتى نهاية الكتاب من تصنيف ابن القلانسي ، والقضية التي تواجهنا الآن هي : هل نقل ابن القلانسي مواد آل الصابىء نقلا حرفيا ، أم عدل فيها اختصارا وزيادة ونقصانا؟
إن من يقرأ مخطوطة البودليان يلحظ بعض الفوارق باللغة والعرض بين شطري الكتاب ، إنما مع ذلك يخيل لي أن ابن القلانسي تدخل بمواد الشطر الأول وأعاد صياغتها ، وهنا لربما حذف بعض المواد وأضاف موادا من عنده ، مما تجمع لديه من مصادر ووثائق محلية.
لقد دعا ابن القلانسي ما صنفه باسم «المذيل» ولما كانت محتويات مخطوطة البودليان تحوي الأصل والمذيل ، فقد بات من المفترض أن نطلق على الكتاب اسم «تاريخ دمشق» ثم لذهابنا إلى الافتراض بأن جميع محتويات الكتاب من صياغة ابن القلانسي وروايته [بالوجادة أو غير ذلك من الطرق] فقد بات من المسوغ نسبة الكتاب بأجمعه إلى ابن القلانسي ، ومع ذلك لابد من الالتزام بالعنوان الذي أطلقه ابن القلانسي ، والذي ورد عند الذين نقلوا عنه ، لا سيما عند أبي شامة صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ، وهو «الذيل المذيل على تاريخ دمشق».
يؤرخ مصنف ابن القلانسي لقرنين من الزمن هما من أهم القرون ، وبالنسبة لكثير من الأحداث هو المصدر المتفرد ، ففي هذين القرنين جرت أحداث الصراع القرمطي الفاطمي على الشام ، وأعقب ذلك الحكم الفاطمي للشام ، وكان حكما لم يعرف الاستقرار لأسباب داخلية فاطمية ، ولمقاومة أهل الشام لهذا الحكم ، وابن القلانسي يروي لنا سيرة المقاومة الشامية ، وهي سيرة لشعب دمشق وشعب الشام أجمع ، سيرة لمنظمات هذا الشعب وفئاته الاجتماعية وقبائله ، سيرة لعمران دمشق