مجلة الدراسات التاريخية التي تصدر في دمشق عن لجنة «كتابة التاريخ العربي» على فتح ملف دائم للحديث عن تاريخ الشام مع المصادر.
وكنت قد عرفت تاريخ ابن القلانسي منذ زمن بعيد ، وتوثقت صلاتي به في الأربعين سنة الماضية منذ عملي في إعداد أطروحة الدكتوراه وأثناء بحثي في التاريخ الفاطمي ، وأخبار القرامطة ، والعصر السلجوقي ، والحروب الصليبية ، وأخيرا اتخذت قرارا بأن أعمل في أسرع وقت على إعادة تحقيق الكتاب ونشره ، وفي إحدى الأمسيات كنت أحدث بعض الأصدقاء عن هذه النية ، وأنني سأراسل مكتبة البودليان للحصول على شريط مصور للمخطوط ، وهنا أخبرني الصديق أحمد ابش ، أن لديه نسخة من هذا الشريط ، وتفضل مشكورا بإعارتي إياها ، حيث أخرجت عنها صورة مطبوعة ، ولابد من الإشارة هنا إلى السيد ابش هو شاب دمشقي يعمل جاهدا في سبيل جمع مصادر تاريخ دمشق ، وإني انتظر له مستقبلا جيدا في خدمة تاريخ هذه المدينة الخالدة.
وكنت قد أخرجت طبعتي الأولى من هذا الكتاب في العام ١٩٨٣ ، ونفدت هذه الطبعة منذ زمن طويل ، وأخذت أعد العدة لإعادة طباعته ، مع تدارك بعض الهنات وإيضاح بعض القضايا ووضع فهارس جديدة أكثر دقة من السالفة.
ويتوافق العمل على إخراج هذه الطبعة الجديدة مع الإعداد في جامعة دمشق من خلال اللجنة القومية لكتابة التاريخ العربي ، لعقد مؤتمر في العام المقبل بعنوان «دمشق عبر التاريخ» ، وهذا حدث له أبعاده العلمية الكبيرة والمهمة ، فدمشق كانت وستظل أعرق مدن الإنسانية ، وهي كهف العروبة والإسلام ، ودار الأنبياء والصالحين والأبطال.
وكنت أثناء التحقيق والعمل على إخراج هذا الكتاب المهم ، قد بذلت كل طاقاتي وعدت إلى سلسة عريضة من المصادر التاريخية