الدين ابن الجوزي رسولا إليهم يعدهم بأموال يبذلها لهم ، ثم سير نحو مائة رجل إلى الدربند الذي يسلكه التتر إلى العراق ليكونوا فيه ، ويطالعوه بالأخبار ، فتوجهوا ، ولم يأت منهم خبر لأن الأكراد الذين كانوا عند الدربند دلوا التتر عليهم على ما قيل ، فقتلوهم كلهم وتوجه التتر إلى العراق وجاء بايجونوين في جحفل عظيم ، وفيه خلق من الكرج ومن عسكر بركة خان ابن عم هولاكو ، ومدد من بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل مع ولده الملك الصالح من جهة البر الغربي عن دجلة ، وخرج معظم العسكر من بغداد للقائهم ومقدمهم ركن الدين الدوادار ، فالتقوا على نحو مرحلتين من بغداد ، واقتتلوا قتالا كثيرا ، وفتقت فتوق من نهر الملك على البر الذي القتال فيه ، ووقعت الكسرة على عسكر بغداد ، فوقع بعضهم في الماء الذي خرج من تلك الفتوق ، فارتطمت خيلهم وأخذتهم السيوف فهلكوا ، وبعضهم رجع إلى بغداد هزيما ، وقصد بعضهم جهة الشام ، قيل كانوا نحو ألف فارس ، ثم توجه بايجونوين ومن معه ، فنزل القرية مقابل دور الخلافة ، وبينه وبينها دجلة ، وقصد هولاكو بغداد من جهة البر الشرقي عن دجلة ، وهو البر الذي فيه مدينة بغداد ودور الخلافة ، وضرب سورا على عسكره ، وأحاط ببغداد ، فحينئذ أشار ابن العلقمي الوزير على الخليفة بمصانعة ملك التتر ، ومصالحته وسأله أن يخرج إليه في تقرير ذلك ، فخرج وتوثق منه لنفسه ، ثم رجع إلى الخليفة وقال له إنه قد رغب أن يزوج ابنته من ابنك الأمير أبي بكر ، ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى سلطان الروم في سلطنة الروم لا يؤثر إلّا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية ، وينصرف بعساكره عنك فنجيبه إلى هذا ، فإن فيه حقن دماء المسلمين ، ويمكن بعد ذلك أن تفعل ما تريد ، وحسن له الخروج إليه ، فخرج في جمع من أكابر أصحابه فأنزل في خيمة ، ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا عقد النكاح فيما أظهره ، فخرجوا فقتلوا ، وكذلك صار يخرج طائفة بعد طائفة ، ثم مد الجسر