إلى القدس فإنها سلمت إلى الفرنج مع مدينة القدس ، وأخذ منه الشوبك ، فبكى بين يدي الملك الكامل عليها ، فقال له الملك الكامل : أنا مالي حصن يحمي رأسي ، وافرض أنك وهبتني إياه فسكت ، وخرج الملك الناصر بأمواله وذخائره جميعها ، وتوجه إلى الكرك والبلاد التي أبقيت عليه ، وعقد على عاشوراء خاتون ابنت الملك الكامل شقيقة العادل بن الكامل سنة تسع وعشرين ، وبقي على ذلك مدة ، ثم تغير عليه الملك الكامل تغيرا مفرطا وأعرض عنه إعراضا كليا ، وألزمه طلاق ابنته ، ففارقها قبل الدخول بها في سنة إحدى وثلاثين ، وكان سبب تغيره عليه أن الملك الكامل قصد دخول الروم ، والاستيلاء على ممالكه ، وكان ملك الروم إذ ذاك السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو ، فتوجه الملك الكامل وصحبته الملوك بستة عشر دهليزا : الملك الأشرف مظفر الدين موسى ، والملك المظفر شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين ، والملك الصالح عماد الدين إسماعيل ، والملك الحافظ نور الدين رسلان شاه صاحب قلعة جعبر ، والملك الناصر داود ، والملك المعظم توران شاه ابن صلاح الدين بعسكر حلب ، والملك الزاهد محيي الدين داود بن صلاح الدين ، صاحب البيرة ، وأخوه الملك المفضل قطب الدين صاحب سميساط ، والملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر غازي صاحب عبن تاب ، والملك المظفر تقي الدين محمود صاحب حماة ، والملك المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص ، وغيرهم ، وسير صاحب الروم إلى الملك العزيز صاحب حلب يقول : أنا راض بأن تمده بالرجال ، ولا تنزل إليه أبدا ، وأعفاه الملك الكامل من النزول ، فرضي الملكان بفعله ، ثم تقدم الملك الكامل بالعساكر إلى الدربند ، فوجد السلطان علاء الدين قد حفظ طرقاته بالرجال ، وهي طرق صعبة متوعرة يشق سلوكها على العساكر ، فنزل الملك الكامل على النهر الأزرق ، وهو في أوائل بلد الروم ، وجاءت عساكر صاحب الروم ، وصعدت رجالته إلى فم الدربند ، وبنوا عليه سورا ، وقاتلوا منه ، وقلت