شرف الميدان القبلي ظاهر دمشق إلى الأمير حسام الدين المذكور ، فتوقف في قبول ذلك ، ثم قبله على كره منه ، وتوفي مجاهد الدين رحمهالله تعالى في أوائل هذه السنة ، وقيل في أواخر سنة ثلاث وخمسين ، ودفن بالخانقاه المذكورة رحمهالله وله نظم فمنه :
اشبهك الغصن في خصال |
|
القد واللين والتثني |
لكن تجنيك ماحكاه |
|
الغصن يجنى وأنت تجني |
وله في صبي اسمه مالك :
ومليح قلت : ما الاسم |
|
حبيبي قال : مالك |
قلت : صف لي قدك الزا |
|
هي وصف حسن اعتدالك |
قال : كالغصن وكالبد |
|
روما أشبه ذلك |
إبراهيم بن أيبك بن عبد الله مظفر الدين ، كان والده الأمير عز الدين أيبك المعظمي صاحب صرخد قد اشتراه الملك المعظم عيسى بن العادل سنة سبع وستمائة ، وترقى عنده حتى جعله أستاذ داره ، فكان عنده في المنزلة العليا يؤثره على أولاده وأهله ، ولم يكن له نظير في حشمته ورياسته ، وكرمه وشجاعته ، وسداد رأيه ، وعلو همته بحيث كان يضاهي الملوك الكبار ، وأقطعه الملك المعظم صرخد وقلعتها وأعمالها ، وقرى كثيرة أمهات غيرها ، ولما توفي الملك المعظم بقي في خدمة ولده الملك الناصر صلاح الدين داود ، فلما حضر الملك الكامل كان الأمير عز الدين المذكور هو المدبر للحرب وأمور الحصار ، فلما حصل الاتفاق على تسليم دمشق ، كان هو المتحدث في ذلك فاشترط للملك الناصر من البلاد والأموال والحواصل فوق ما أرضاه ، ثم اشترط لنفسه صرخد وأعمالها وسائر أملاكه بدمشق وغيرها ، وأن يسامح بما يؤخذ من المكوس على سائر ما يباع ويبتاع له من سائر الأصناف ، ويفسح له في الممنوعات ،