ولده الملك الأمجد مجد الدين حسن بن الملك الناصر ، ومضمون الرسالة أن يتسلم الملك الصالح الكرك ويعوضه عنها الشوبك وخبزا بالديار المصرية ، فأجاب الملك الصالح إلى ذلك ، ثم رحل إلى الديار المصرية في المحفة لمرضه ، وسير تاج الدين بن المهاجر ليتسلم الكرك منه ، ويسلم الشوبك عوضها ، فتوجه لذلك ، فوجد الملك الناصر قد رجع عنه لما بلغه من حركة الفرنج إلى الديار المصرية ، ومرض الملك الصالح وتربص الدوائر ، فلما دخلت سنة سبع وأربعين ضاقت الأمور بالملك الناصر بالكرك ، فاستناب بها ولده الملك المعظم شرف الدين عيسى ، وأخذ ما يعز عليه من الجواهر ، ومضى في البرية إلى حلب مستجيرا بالملك الناصر صلاح الدين يوسف ، كما فعل عمه الملك الصالح عماد الدين إسماعيل ، فأنزله صاحب حلب وأكرمه ، وسير الملك الناصر داود ما معه من الجواهر إلى بغداد لتكون وديعة له عند الخليفة المستعصم بالله ، فلما وصل الجوهر إلى بغداد قبض وسير إلى الملك الناصر داود خط بقبضه وأراد أن يكون آمنا عليه لكونه مودعا في دار الخلافة ، فلم ينظره بعد ذلك ، وكانت قيمته مائة ألف دينار إذا بيع بالهوان ، وكان المعظم الذي استنابه والده بالكرك أمه أم ولد تركية ، والملك الناصر يميل إليها ويحب ولدها أكثر من إخوته الباقين ، وكان للملك الناصر من ابنة عمه الملك الأمجد مجد الدين حسن بن الملك العادل أولاد منهم الملك الظاهر شاذي أكبر أولاده ، والملك الأمجد مجد الدين حسن ، وكان فاضلا نبيها مشاركا في علوم شتى ، وكان للملك الناصر أيضا أولاد أخر من أمهات أولاد شتى ، فلما قدم المعظم عليهم نقموا ، خصوصا الظاهر والأمجد لكبر سنهما وتميزهما في أنفسهما ، ولما كان الملك الصالح نجم الدين بالكرك كانت أمهما تخدمه ، وتقوم بمصالحه ، لكونها ابنة عمه ، وكان ولداها المذكوران يأنسان به ويلازمانه في أكثر الأوقات ، واتفق مع ذلك ضيق الوقت وتطاول مدة الحصر ، فاتفقا مع أمهما على القبض على أخيهما المعظم فقبضاه واستوليا على الكرك ، وعزما على