وقال القاضي جمال الدين أبو عبد الله محمد بن واصل رحمهالله : أخبرني من أثق بنقله يوم ورود الخبر بتملك التتر بغداد ، أنه وقف على كتاب عتيق فيه ما صورته : إن علي بن عبد الله بن العباس بلغ بعض خلفاء بني أمية عنه أنه يقول : إن الخلافة تصير إلى ولده فأمر به فحمل على جمل وطيف به ، وضرب وكان يقال عند ضربه : هذا جزاء من يفتري ويقول إن الخلافة تكون في ولده ، فكان علي بن عبد الله رحمهالله يقول : إي والله لتكون الخلافة في ولدي ولا تزال فيهم حتى يأتيهم العلج من خراسان فينتزعها منهم ، فوقع مصداق ذلك ، وهو ورود هولاكو ملك التتر من خراسان وإزالة ملك بني العباس ...
يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الله بن حمادى بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، رضوان الله عليه أبو المظفر محيي الدين القرشي ، التيمي ، البكري ، البغدادي ، الحنبلي المعروف بابن الجوزي ، مولده في ليلة السبت ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمانين وخمس مائة ، تفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمهالله ، وسمع من أبيه الإمام أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن ، ومن أبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش ، وأبي الفرج عبد المنعم بن كليب ، وجماعة آخرين وترسل عن الديوان إلى مصر ، والروم ، والشام ، والشرق ، والموصل والجزيرة ، وغير ذلك عدة دفوع في الأيام المستنصرية ، والأيام المستعصمية ، وتولى أستاذيه الدار ببغداد مدة ، وكان إماما عالما فاضلا رئيسا ، أحد صدور الاسلام وفضلائهم ، وأكابرهم وأجلائهم ، ومن بيت الفضيلة والرواية والدراية ، وحدث ببغداد ومصر وغيرهما من البلاد ، ووالده الإمام جمال الدين أوحد علماء المسلمين ، وحفاظ المحدثين صاحب التصانيف المشهورة ، والفضائل المذكورة في فنون العلم ، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره.