يجفو ويهجر معرضا متدلّلا |
|
ويصدّ معتذرا بخوف رقيبه |
نفسي الفداء له حسن الهوى |
|
فيه وطاب بحسنه وبطيبه |
ما شاء فليصنع فقلبي طوعه |
|
ودع العذول يلجّ في تأنيبه |
وقال :
ذاك الحجاز وهذه كثبانه |
|
فاحفظ فؤادك إن رنت غزلانه |
واسفح دموعك إن مررت بسفحه |
|
شغفا به إنّ الدّموع جمانه |
وسل المنازل عن هوى قضّيته |
|
هل عائد ذاك الهوى وزمانه |
لهفي على ذاك الزّمان وأهله |
|
وسقاه من صوب الحيا هتّانه |
إذ كان حبل الوصل متّصلا بنا |
|
والعيش مورقة به أغصانه |
وإذ المعاهد مشرقات بالمنى |
|
والرّبع مغنى لم يبن سكّانه (١) |
يا عاذليّ دعا فؤادي والجوى |
|
لا تعذلاه فإنّه ديدانه |
وارحمتا لمتيّم قذفت به |
|
أيدي النّوى وتباعدت أوطانه |
هبّت له من نحو نجد نسمة |
|
فتزايدت لهبوبها أشجانه |
يمسي ويصبح والها متوجّعا |
|
تبكي عليه من الضّنى اخوانه (٢) |
ما إن تذكّر بالحجاز زمانه |
|
إلّا وشبّت في الحشا نيرانه |
فسقى الحجاز ومن بذيّاك الحمى |
|
صوب المدامع هاطلا هملانه |
لا انفكّ للدّمع الهتون تقاطر |
|
بعد الحجاز ولا رقت أجفانه |
وقال :
تذكّر والذكرى تهيج أخا الوجد |
|
مراتع ما بين الغوير إلى نجد (٣) |
أسير يعاني من نوائب دهره |
|
حوادث لا تنفكّ تترى على عمد |
__________________
(١) في الديوان (والسفح) مكان (والربع).
(٢) في الديوان (يمسي ويصبح بالفراق موجعا).
(٣) في ك (مرابع) مكان (مراتع) والمثبت موافق لرواية الديوان.