وذكروا أن العادة جرت بذلك قديما إذ كان قاضي المالكية زين الدين بن مخلوف (١٤٠) يلي قاضي الشافعية تقي الدين بن دقيق العيد ، فأمر الملك الناصر بذلك ، فلما علم به قاضي الحنفية غاب عن شهود المجلس أنفة من ذلك فأنكر الملك الناصر مغيبه وعلم ما قصده فأمر بإحضاره فلما مثل بين يديه أخذ الحاجب بيده وأقعده حيث نفذ أمر السلطان مما يلي قاضي المالكية واستمرّ حاله على ذلك.
ذكر بعض علماء مصر وأعيانها
فمنهم شمس الدين الأصبهاني إمام الدنيا في المعقولات (١٤١) ، ومنهم شرف الدين الزواوي المالكي (١٤٢) ، ومنهم برهان الدين ابن بنت الشاذلي نائب قاضي القضاة بجامع الصالح (١٤٣) ، ومنهم ركن الدين ابن القوبع التونسي من الأيمة في المعقولات (١٤٤) ، ومنهم شمس الدين ابن عدلان كبير الشافعية (١٤٥) ، ومنهم بهاء الدين ابن عقيل فقيه كبير
__________________
(١٤٠) علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النّويري المالكي قاضي القضاة زين الدين ... اشتغل على مذهب مالك ومهر ... ثم استقر في القضاء بعد ابن شاس ... إلا أن الناصر عزله لما رجع فاستناب القاضي بدر الدين ابن رشيق ثم بعد قليل أعيد ابن مخلوف وكان كثير الاحتمال والإحسان للطلبة ... توفي بحادي عشرين جمادى الأخير ٧١٨ ـ ٢٠ غشت ١٣١٨ واستقر بعده تقي الدّين الإخناني. ـ الدرر ٣ ص ٢٢٢.
(١٤١) شمس الدين هذا هو محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي ، ولد وتعلم في أصبهان ورحل إلى دمشق فأكرمه أهلها وانتقل إلى القاهرة فنال بها حظوة لدى الحكام إلى أن توفي عام ٧٤٩ ـ ١٣٤٩ بالطاعون العام ، له عدة تاليف منها" التفسير" ، سماه أنوار الحقائق. ـ الدرر الكامنة ٥ ، ٩٥.
(١٤٢) يعتبر شرف الدين عيسى بن مسعود الزواوي ٦٦٤ ـ ٧٤٣ ـ ١٢٦٥ ـ ١٣٤٢ من العلماء المالكية الموموقين ، تفقه ببجاية والاسكندرية ، ورجع إلى قابس فولى القضاء بها ، وانتقل إلى مصر فدرس بالأزهر وناب في الحكم بدمشق ثم بالقاهرة وانقطع للتصنيف ، من كتبه : إكمال الإكمال ... و" تاريخ" كبير شرع في جمعه فكتب منه عشر مجلدات. ـ الدرر الكامنة ٣ ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠.
(١٤٣) لم نقف على ترجمة لسبط الشاذلي هذا ...
(١٤٤) القصد إلى الطبيب الشاعر محمد عبد الرحمن بن يوسف ابن القوبع المالكي ـ ٧٣٨ ـ ١٢٦٦ ـ ١٣٣٨ ٦٤ ، وهو من فضلاء المالكية ، كان يفتى مع اشتغاله بالحكمة والطب ، ولد بتونس وتعلم بها وبدمشق واستقر بالقاهرة وكان يفتى على مذهب الامام مالك ... الدرر الكامنة ٤ ، ٢٩٩.
(١٤٥) كان محمد بن أحمد بن عثمان بن ابراهيم ابن عدلان هذا قاضيا للعسكر في أيام الناصر يلقب شمس الدين وكان مدار الفتيا عليه وعلى الشهاب الانصاري ، وقد توجه رسولا إلى صاحب اليمن أوائل سنة ٧٠٧ ه. ولد عام ٦٦٠ ـ ١٢٦٢ وتوفي في ذي القعدة ٧٤٩ ـ يبراير ١٣٤٩. ـ الدرر الكامنة ٣ ص ٤٢٣.