ولبعض المتأخرين فيها أيضا من التورية :
يا سادة سكنوا حماة وحقّكم |
|
ما حلت عن تقوى وعن إخلاصي |
والطّرف بعدكم إذا ذكر اللّقا |
|
يجري المدامع طائعا كالعاصي! |
رجع ، ثم سافرت إلى مدينة المعرّة التي ينسب اليها الشاعر أبو العلاء المعري (٨٠) ، وكثير سواه من الشعراء.
قال ابن جزي : وإنما سميت بمعرة النعمان لان النعمان بن بشير الأنصاري (٨١) صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم توفي له ولد أيام إمارته على حمص فدفنه بالمعرة فعرفت به ، وكانت قبل ذلك تسمى ذات القصور (٨٢) ، وقيل إن النعمان جبل مطلّ عليها سميت به.
والمعرة مدينة حسنة أكثر شجرها التين والفستق ، ومنها يحمل إلى مصر والشام ، وبخارجها على فرسخ منها قبر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز (٨٣) ، ولا زاوية عليه ولا
__________________
(٨٠) أبو العلاء أحمد المعري مات في معرّة النعمان ، ٤٤٩ ـ ١٠٥٧ أصيب بالجدري صغيرا ، فعمي في الرابعة من عمره كان يحرّم إيلام الحيوان ولم يأكل اللحم خمسا وأربعين سنة ... نعت بالملحد لأشعار مارقة قالها مثل :
هفت الحنيفة ، والنّصارى ما اهتدت |
|
ويهود حارت والمجوس مضلّله! |
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا |
|
دين وذو دين لا عقل له!! |
(٨١) ولد النعمان بالمدينة حوالي سنة اثنتين من الهجرة ـ ٦٢٣ ، شهد صفين مع معاوية فبايع النعمان لابن الزبير وتمرد أهل حمص فخرج هاربا فكان مصرعه عام ٦٥ ـ ٦٨٤. وخلافا لما يرويه ابن بطوطة عن السبب في نسبة المعرة للنّعمان نجد أن ياقوت الحموي يستبعد أن تسمى مدينة لمثل ذلك السبب!! انظر معجم البلدان مادة (المعرة). ويظن ياقوت أن المعرة مسماة بالنعمان الملقب بالساطع بن عدّي غطفان بن تيم الله وهو تنوخ بن أسد ... الزركلي : الأعلام.
(٨٢) قد عرفت أيضا تحت اسم ذات القصرين وقد كانت تحتوي على بساتين من التين والفستق والمشمس والرمان والتفاح وأنواع أخرى من الفاكهة ... هذا وقد نقل (گيب) أن المعرة لها تاريخ من عهد اليونان والرّومان ...
(٨٣) عمر بن عبد العزيز الخليفة الأمويّ ، ولى الخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك فبويع في مسجد دمشق ، وسكن الناس في أيامه فمنع سبّ علي بن أبي طالب وكان من تقدّمه من الأمويين يسبّونه على المنابر! غير أن مدته لم تطل حيث أدركه أجله عام ١٠١ ـ ٧٢٠ بدير سمعان شرق المعرة ومدة خلافته سنتان ونصف ، وأخباره في عدله وحسن سياسته متواترة وألف الناس عنه كثيرا. الزركلي : الاعلام ٥ ، ٢٠٩.