لا خلا جوشن وبطياس وال |
|
عبد من كلّ وابل غيداق (١٠٤) |
كم بها مرتع لطرف وقلب |
|
فيه سقي المنى بكأس دهاق |
وتغنّي طيوره لإرتياح |
|
وتثني غصونه للعناق |
وعلوّ الشّهباء حيث استدارت |
|
أنجم الأفق حولها كالنّطاق. |
رجع ، وبحلب ملك الأمراء أرغون الدّوادار أكبر أمراء الملك الناصر(١٠٥) ، وهو من الفقهاء موصوف بالعدل لكنه بخيل. والقضاة بحلب أربعة للمذاهب الأربعة ، فمنهم القاضي كمال الدين بن الزّملكاني (١٠٦) شافعي المذهب عالي الهمة كبير القدر كريم النفس حسن الأخلاق متفنن بالعلوم ، وكان الملك الناصر قد بعث إليه ليولّيه قضاء القضاة بحضرة ملكه فلم يمض له ذلك ، وتوفى ببلبيس وهو متوجه إليها ، ولما ولى قضاء حلب قصدته الشعراء من دمشق وسواها وكان فيمن قصده شاعر الشام شهاب الدين أبو بكر محمد ابن الشيخ
__________________
(١٠٤) جوشن : اسم جبل يشرف على حلب ، وبطياس قرية على مقربة منها ... هذا ونلاحظ أن بعض المخطوطات (گايانكوس) أثبتت عوض البيت الثالث بيتا آخر يقول :
لأحلّ فيها محلّ السعاد |
|
وأذوق من كل حلو المذاق |
بينما استغنت نسخة أخرى (الحبيب اللمسي) عن هذا البيت ... والمثبت في النسخ الباقية يحتاج إلى تصحيح فيكون على هذا النحو :
لا خلا جوشن وبطياس ... والمعنى سقى الله دائما أراضي حلب ... ولم يكن التراجمة هنا ـ في نظري ـ ملتزمين بالنص ...
(١٠٥) أرغون سمى في هذا المنصب في محرم ٧٢٧ دجنبر ١٣٢٦ عند ما كان ابن بطوطة في الجزيرة العربية ، وكانت وفاته بحلب في ربيع الأول سنة ٧٣١ يناير ١٣٣١ على ما سبق أن قلنا. ـ ابن حجر : الدرر الكامنةl ، ٣٧٤.
(١٠٦) محمد بن علي بن عبد الواحد الأنصاري بن عبد الكريم الدمشقي ابن الزّملكاني كمال الدين ، أبو المعالي انتهت إليه رياسة الشافعية في عصره ولد وتعلم بدمشق وتصدر للتدريس والإفتاء ونظر وكالة بيت المال وديوان الإنشاء ولى القضاء في حلب وطلب لقضاء مصر فقصدها وأدركه أجله بالقاهرة عام ٧٢٧ ـ ١٣٢٧. ـ الدرر ٤ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٣.