ثم إمام الحنفية وكان إمامهم في عهد دخولي اليها الفقيه عماد الدين الحنفي المعروف بابن الرومي(٢٠٨) ، وهو من كبار الصوفية وله شياخة الخانقاة الخاتونية ، وله أيضا خانقاه بالشرف الأعلى (٢٠٩).
ثم إمام الحنابلة ، وكان في ذلك العهد الشيخ عبد الله الكفيف (٢١٠) أحد شيوخ القراءة بدمشق. ثم بعد هؤلاء خمسة أئمة لقضاء الفوايت (٢١١) ، فلا تزال الصلاة في هذا المسجد من أول النهار إلى ثلث الليل وكذلك قراءة القرآن. وهذا من مفاخر هذا الجامع المبارك.
ذكر المدرسين والمعلمين به.
وبهذا المسجد حلقات التدريس في فنون العلم ، والمحدثون يقرءون كتب الحديث على كراسي مرتفعة ، وقراء القرآن يقرءون بالأصوات الحسنة صباحا ومساء وبه جماعة من المعلمين لكتاب الله يستند كل واحد منهم إلى سارية من سواري المسجد يلقّن الصبيان ويقرئهم ، وهم لا يكتبون القرآن في الألواح تنزيها لكتاب الله تعالى ، وانما يقرءون القرآن تلقينا.
ومعلم الخط غير معلم القرآن يعلمهم بكتب الأشعار وسواها ، فينصرف الصبي من التعليم إلى التكتيب وبذلك جاد خطه لان المعلّم للخط لا يعلّم غيره ، ومن المدرسين بالمسجد المذكور العالم الصالح برهان الدين بن الفركح الشافعي (٢١٢) ، ومنهم العالم الصالح نور
__________________
(٢٠٨) القصد إلى عماد الدين بن شهاب الدّين الرّومي : أحمد بن محمد بن إبراهيم الرومي الحنفي قدم دمشق ... ثم ولى إمامة الحنفية بالجامع الأموي وكان الأفرم يعظمه ويكرمه إلى أن مات في ربيع الآخر ٧١٧ ـ ١٣١٧ تناوب مع أخيه شرف الدين على ما كان يقوم به والدهما في مهامه بالمدرسة المعينية. الدرر ج II ص ٢٥٧.
(٢٠٩) الشّرف الأعلى هو الاسم الذي أعطى للحي الذي يوجد على الساحل الشمالي لنهر بردى غربي المدينة.
(٢١٠) من المحتمل أن يكون القصد إلى عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد السعدي الملقب محب الدين ، الدمشقي الصالحي الحنبلي ... أسمعه أبوه.
(٢١١) طريقة طريفة لتدارك ما قد يقع من إهمال لأوقات الصلاة.
(٢١٢) هو أبو إسحاق ابراهيم بن تاج الدين عبد الرحمن بن ابراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري برهان الدين ابن الفركاح من كبار الشافعية ، صعيدي قرأ على والده ثم أصبح من أهل دمشق درس بالبادرائية ، وكان جده فقيها كبيرا ، ولي وكالة بيت المال لكنه تركها ازدراء لها ... أدركه أجله بدمشق في جمادى الأولى عام ٧٢٩ ـ ١٣٢٩ ، من كتبه تعليق على مختصر ابن الحاجب والإعلام بفضائل الشام ... الدرر الكامنةI ، ٣٥.