سامية في الهواء ، وتحت الدرج سقايتان عن يمين وشمال مستديرتان ، والباب الجوفي يعرف بباب النّطفانيين (٢٠٣) ، وله دهليز عظيم ، وعن يمين الخارج منه خانقاه تعرف بالشّميعانية (٢٠٤) في وسطها صهريج ماء ، ولها مطاهر يجرى فيها الماء ، ويقال إنها كانت دار عمر بن عبد العزيزرضياللهعنه، وعلى كل باب من أبواب المسجد الأربعة دار وضوء يكون فيها نحو مائة بيت تجري فيها المياه الكثيرة.
ذكر الأئمة بهذا المسجد
وأئمته ثلاثة عشر إماما أولهم إمام الشافعية ، وكان في عهد دخولي اليها إمامهم قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني (٢٠٥) ، من كبار الفقهاء وهو الخطيب بالمسجد وسكناه بدار الخطابة ويخرج من باب الحديد إزاء المقصورة وهو الباب الذي كان يخرج منه معاويةرضياللهعنه ، وقد تولى جلال الدين بعد ذلك قضاء القضاة بالدّيار المصرية بعد أن أدى عنه الملك الناصر نحو مائة ألف درهم كانت عليه دينا بدمشق ، وإذا سلّم إمام الشافعية من صلاته أقام الصلاة إمام مشهد علي ، ثم إمام مشهد الحسين ثم إمام الكلّاسة (٢٠٦) ثم إمام مشهد أبي بكر ثم إمام مشهد عمر ثم إمام مشهد عثمان رضياللهعنهم أجمعين.
ثم إمام المالكية وكان إمامهم في عهد دخولي إليها الفقيه أبو عمر بن أبي الوليد ابن الحاج التّجيبي القرطبي الأصل الغرناطي المولد نزيل دمشق (٢٠٧) وهو يتناوب مع أخيه رحمهماالله ،.
__________________
(٢٠٣) يعنى صانعي الناطف : مشروب مركب من عصير العنب وعناصر مماثلة ...
(٢٠٤) أو الشومانية : اسم محلى ...
(٢٠٥) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن أبي دلف العجلي القزويني أبو المعالي جلال الدين سكن الروم مع والده وأخيه وولى قضاء ناحية بالروم وله دون العشرين ثم عينه الناصر على قضاء الشام ثم قضاء القضاة بمصر ثم أعيد إلى قضاء الشام فاستمر بها إلى أن أدركه أجله بها عام ٧٣٩ ـ ١٣٣٨. له من الكتب (تلخيص المفتاح) في المعاني والبيان ، الذي كنا ندرسه في جامعة فاس ، الدرر الكامنة ٤ ، ١٢٠ إلى ١٢٣.
(٢٠٦) القصد إلى خانقاه صغيرة بناها نور الدين بن زنكى شمال المسجد الأموي عام ٥٥٥ ـ ١١٦٠ وقد احترقت في نفس السنة مع منارة العروس وشيدت مرة أخرى من لدن صلاح الدين وكان فيها مثواه الأخير عام ٥٨٩ ـ ٩٩٣ ...
(٢٠٧) هو أحمد بن محمد بن أحمد ١٢٧٢ ـ ١٣٤٦ ـ ٦٧٠ ـ ٧٤٦ ، ابن الامام السابق للجامع ، أخوه هو فخر الدّين عبد الله الذي كان أصغر منه بثلاث سنوات ١٢٧٦ ـ ١٣٤٢ ـ راجع الدرر الكامنة ج ١ ص ١٤٧ ج II ص ٢٨٦ ثم الجزءIII ص ٣٥٠ ...