مسلم الخولاني (٢٦٢) وقبر أبي سليمان الدّاراني (٢٦٣) رضياللهعنهما.
[مسجد الأقدام بدمشق]
ومن مشاهد دمشق الشهيرة البركة مسجد الأقدام (٢٦٤) وهو في قبلي دمشق على ميلين منها ، على قارعة الطريق الأعظم الآخذ إلى الحجاز الشريف والبيت المقدس وديار مصر ، وهو مسجد عظيم كثير البركة ، وله أوقاف كثيرة ، ويعظمه أهل دمشق تعظيما شديدا والأقدام التي ينسب اليها هي أقدام مصورة في حجر هنالك يقال إنها أثر قدم موسى عليهالسلام ، وفي هذا المسجد بيت صغير فيه حجر مكتوب عليه : كان بعض الصالحين يرى المصطفى صلىاللهعليهوسلم في النّوم فيقول له : ها هنا قبر أخي موسى عليهالسلام. وبمقربة هذا المسجد على الطريق موضع يعرف بالكثيب الأحمر وبمقربة من بيت المقدس وأريحا (٢٦٥) موضع يعرف أيضا بالكثيب الأحمر تعظمه اليهود.
حكاية [الطاعون الأعظم في دمشق]
شاهدت أيام الطاعون الأعظم بدمشق في أواخر شهر ربيع الثاني سنة تسع
__________________
(٢٦٢) أبو مسلم الخولاني هو عبد الله بن ثوب (بضم الثاء وفتح الواو) تابعي فقيه زاهد نعته الذهبي بريحانة الشام أسلم قبل وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم ثم هاجر إلى الشام ، وأدركه أجله بدمشق عام ٦٢ ـ ٦٨٢. ويعتبر المكان من المزارات ...
(٢٦٣) أبو سليمان الداراني عبد الرحمن بن أحمد بن عطية ... زاهد مشهور من أهل داريا بغوطة دمشق رحل إلى بغداد ثم عاد إلى الشام له أخبار في الزهد ، من كلامه : " خير السخاء ما وافق الحاجة ..." أدركه أجله عام ٢٣٦ ـ ٨٥٠ ... والمكان مزارة :
(٢٦٤) مسجد الأقدام أو (القدم) بالافراد كما عند النعيمي الدمشقي يوجد جنوب دمشق ـ كما يقول الهروي (ص ١٣) الذي يضيف إلى هذا قوله : يذكر أن هنا قبر موسى بن عمران لكن هذا غير صحيح ، وفي الحقيقة انه لا يعرف قبر موسى" وهذا المسجد يوجد الآن في قرية جنوب دمشق.
(٢٦٥) أريحاGericho. يزعم النصارى أن المسيح تعمد فيها ، وهي مدينة الجبارين التي رفض قوم موسى الدخول اليها (سورة المائدة / ٢٢ ، معجم البلدان ...) ومن الطريف أن نذكّر هنا بما أورده العمري في كتاب التعريف من أن اليهود كانوا يقولون إذا ما أرادوا أن يؤدوا القسم : إنني والله العظيم وحق التوراة والعشر كلمات وإلا برئت من اسرائيل ونزلت أريحا مدينة الجبارين ... الخ.
ويبدو من ابن بطوطة أن العلم الجغرافي : (الكثيب الأحمر) الذي ورد في صحيح البخاري ، أن قبر موسى يوجد فيه له موقعان اثنان ، وإذا كان موقع الكثيب الأحمر بدمشق قد تعذر تحديده فإن الكثيب الأحمر القريب من بيت المقدس حدد بأنه في الجنوب الغربي من أريحا حيث قام بيبرس ، ببناء مسجد عام ٦٧٠ ـ ١٢٧٠ لم يلبث أن أصبح مزارة للعامة على أنه قبر النبي موسى. وقد بقي هذا التقليد حتى الآن على ما يؤكده (فاكس) ورد اليوم ٢٤ / ١٩٩٥ من سعادة الزميل عبد السلام سيناصر ... راجع التعليق رقم ٢ من هذا الفصل.