مدرسة تعرف بمدرسة أبي عمر (٢٧٠) موقوفة على من أراد أن يتعلم القرآن الكريم من الشيوخ والكهول وتجرى لهم ولمن يعلمهم كفايتهم من المأكل والملابس.
وبداخل البلد أيضا مدرسة مثل هذه تعرف بمدرسة ابن منجّا (٢٧١) ، وأهل الصالحية كلّهم على مذهب الامام أحمد بن حنبل رضياللهعنه.
ذكر قاسيون ومشاهده المباركة
وقاسيون جبل في شمال دمشق والصالحية في سفحه ، وهو شهير البركة لانه مصعد الأنبياءعليهمالسلام ، ومن مشاهده الكريمة الغار الذي ولد فيه إبراهيم (٢٧٢) الخليل عليهالسلام ، وهو غار مستطيل ضيق عليه مسجد كبير وله صومعة عالية ، ومن ذلك الغار رأي الكوكب والقمر والشمس (٢٧٣) حسبما ورد في الكتاب العزيز ، وفي ظهر الغار مقامه الذي كان يخرج اليه.
وقد رأيت ببلاد العراق قرية تعرف ببرص بضم الباء الموحدة وآخرها صاد مهمل ، ما بين الحلة وبغداد (٢٧٤) ، يقال إن مولد إبراهيم عليهالسلام بها ، وهي بمقربة من بلد ذي الكفل عليهالسلام ، وبها قبره (٢٧٥).
__________________
(٢٧٠) مدرسة أبي عمر وليس ابن عمر ... بنيت هذه المدرسة من لدن الشيخ أبي عمر الكبير والد قاضي القضاة شمس الدين الحنبلي الذي هاجر من القدس لاستيلاء الفرنج على الأراضي المقدسة ، وقد كتبها المترجمان : ابن عمر فتبعهما سائر الناشرين فيما بعد ... أدركه أجله عام ٦٠٧ ـ ١٢١١ ـ النعيمي الدمشقي : الدارس في تاريخ المدارس ، ج ٢ ، ص ١٠٠.
(٢٧١) زين الدّين المنجا اسم لأول شيخ درس بها وهو زين الدين ابن المنجا الدمشقي الحنبلي ممن انتهت اليهم الرياسة في المذهب مع التبحر في العربية والبحث. الدارس : ٢ ، ٧٣ ـ ٧٤ أدركه أجله بدمشق عام ٦٩٥ ـ ١٢٩٦.
(٢٧٢) قريب من هذا عند ابن جبير صفحة ٢٢٢ ويذكر أن هذا المكان مزارة إلى الآن ...
(٢٧٣) السورة رقم ٦ الآية ٧٦ ـ ٧٨.
(٢٧٤) كلمة (برص) لم تعد لها صدى في العراق حسب علمي حيث كنت أسأل عنها زملائي باستمرار وربما كانت لها صلة مع الموقع القديم (Borsippa) الواقعة إلى الشمال.
(٢٧٥) القبر الموجود قريبا من الحلة هو قبر حزقيل ذي الكفل (EZEKIEL) المذكور في القرآن. الهروي : الإشارات ص ٧٦.