ومما قال غيره :
فقل للشامتين بنا أفيقوا (١) |
|
ستلقون الممات وتلحقونا. |
ومما قال غيره :
تشفى بشيء لا يصيبك مثله |
|
وإلا فشىء أنت وارده فلا. |
وكان رحمه الله ينصف أصحابه ، ويقوم بحوائجهم ويتكلف مشاقهم ويحتمل عنهم. ولله در القائل وهو منصور التميمي :
قد قلت إذ مدحوا الحياة فأكثروا |
|
للموت ألف فضيلة لا تعرف |
منها أمان لقائه بلقائه |
|
وفراق كل معاشر لا ينصف |
ومولده في سنة أربع وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن العزيز والمنهاج ، وألفية ابن مالك ، وألفية الحديث ، وقرأ على مشايخ بلده كالشيخ زين الكركي والشيخ شمس الدين النابلسي ، وقرأ على العلامة محب ابن الشحنة من (المطول) للعلامة سعد الدين ، وسمع مع والدي على الشهاب ابن المرحل (١) وابن عمه شرف الدين الحراني والسيد عز الدين نقيب الأشراف وغيرهم. ولازم والدي وقرأ عليه بعد التسعين وسبعمائة. وناظر مشايخه وباحثهم. واعترفوا بفضله وحفظ سيرة ابن سيد الناس وكتبها بخطه ورحل من حلب إلى القاهرة في سنة ثمان وثمانمائة فسمع ببعلبك وبدمشق على عائشة بنت عبد الهادي وبالقاهرة من الشريف النسابة وأحمد بن عبد القادر السبكي. وقرأ على الشيخ ولي الدين العراقي ، والشيخ جلال الدين (٢) ابن البلقيني.
__________________
أكذا رسم الكلمة في الأصل.
(١) ابن المرحل : إبراهيم بن محمد .... ابن نصيبين. ولد في بعلبك ونشأ بها وتعلم القرآن ومختلف العلوم والفنون. دخل حلب عام ٨٠٠ ه. فدرس وأثنى عليه العديد من أكابر علمائها مات عام ٨٦١ ه ودفن في بلده ـ علّه المقصود ـ (الضوء اللامع : ١ / ١٥٩).
(٢) في الأصل جلا.