ومررت يوما على بابه فإذا الكلاب جالسة على دككه فذكرت ما كان مكتوبا على قصر جعفر بن فلاح (١) :
يا منزلا لعب الزمان بأهله |
|
فأبادهم بتشتت لا يجمع |
إن الذين عهدتهم بك مرة |
|
كان الزمان بهم يضر وينفع |
وقاله أبو حية النميري وقد رأى باب محمد سليمان خاليا بعد موته :
فإن يمس وحشا بابه فلربما |
|
تواطح (٢) أفواجا إليه المواكب |
يحيون بساما كأن جبينه |
|
هلال بدا وانجاب عنه السحائب |
ويا غائبا من كان يرجى إيابه |
|
ولكنّ من قد ضمن اللحد غائب |
وفي أواخر هذه السنة يوم الخميس في الثامن عشر من الحجة وقع القبض على القاضي زين الدين عبد الباسط وسبب القبض عليه أنه لما كان الأشرف سلطانا كان لا يلتفت إلى الظاهر ولا يوقره ولا يعظّمه بل كان يهزأ به فيوغر صدره عليه ، فلما وليّ السلطنة انتقم منه.
وفي سابع عشر قتل تغري ورمش على باب القلعة ودفن بمكانه الذي انشأه تحت القلعة. (٣)
وفي أوائل رجب من هذه السنة توفيت فاطمة بنت شرف الدين الأنصاري (٤) أم القاضي زين الدين عمر بن السفاح. ولها سند وكانت دينة (٥).
__________________
(١) جعفر بن فلاح : سبقت ترجمته في باب الأوائل.
(٢) تواطح : تواطحت الإبل الحوض ازدحمت عليه. (القاموس المحيط : الوطح).
(٣) انظر أخباره في فصل النواب.
(٤) فاطمة بنت عمر ابنة الشرف موسى بن محمد الأنصاري ويعرف والدها بابن الحنبلي. سمعت على العديد. تزوجها الشهاب أحمد بن السفاح. وولدت له عمر بن السفاح. (الضوء اللامع : ١٢ / ١١٢).
أحاشية في الأصل : " قف على أن والدة عمر بن السفاح دينة".