((ذكر الكوفة))
والكوفة الحمراء في هوائها |
|
عجائب وتربها ومائها |
الغدر في ترابها مجبول |
|
والخير عن مياهها مشغول |
وما لهم عهد ولا وفاء |
|
لكن عليهم غلب المراء |
بالمبدعات عنهم سار المثل |
|
وطبق الأرض سهولا وجبل |
وعندهم غوص على العلوم |
|
منثورها والمحكم المنظوم |
وفيهم حسن الطلا معروف |
|
يعرف ذاك الفهم الظريف |
((ذكر بغداد))
وعند بغداد اعتدال تام |
|
في أرضنا ليس له اكتتام |
مولودها أفهم كل ناطق |
|
بالعلم والآداب والخلائق |
وعندهم كيس وفضل شامل |
|
لكنه يشوبه مخامل |
وفيهم عجب وتيه وصلف |
|
ودين كل ما حووه من لطف |
وعندهم سوء وفسق زائد |
|
وفطنة لكنها مكائد |
وعندهم من المراء والرما (١) |
|
ما ليس يحصيه سوى رب السما |
قد جبلوا على السرور والطرب |
|
والسعي بين الناس بالأمر العجب |
ليس لهم عهد ولا ميثاق |
|
خص بهذا الخلق العراق |
__________________
(١) الرما لغة في الرياء.