إليّ أشياء خرّجها عن أبي حنيفة ... فرأيته قد وضع على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث ما حدّث بها أبو حنيفة قط» (١). وقد أضاف ابن حجر بعد أن نقل كلام ابن حبان : «وقد أكثر عنه ـ عن أباء بن جعفر النجيرمي ـ أبو محمد الحارثي في مسند أبي حنيفة» (٢).
ولا بأس في أن نشير إلى أحمد الجويباري الذي ذكر آنفا لوروده في بعض أسانيد القند. فهو أحمد بن عبد الله بن خالد الجويباري ، أبو علي. قال عنه ابن حبان : «من أهل هراة ، دجال الدجاجلة كذاب. يروي عن ابن عيينة ووكيع وأبي ضمرة وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث ويضع عليهم ما لم يحدّثوا. وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألوف حديث (المقصود آلاف الأحاديث) ما حدّثوا بشيء منها» (٣). وقد نقل ابن حجر عن ابن عدي الجرجاني قوله فيه : إنه كان يضع أحاديث لابن كرام ـ إمام الكرامية المعروف المتوفى سنة ٢٥٥ ه ـ قال الجورقاني عنه : إنه «كان يضع الأحاديث لابن كرام على ما يريده ، وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه ويسميه أحمد بن عبد الله الشيباني» (٤). وهناك وضاع آخر كان يضع لابن كرام أحاديث مما يدعم به مذهبه ذكره ابن حجر فقال : إسحاق بن محمشاد روى عن أبي الفضل التميمي حديثا [عن النبي (ص)] هو وضعه بقلة حياء ، متنه : «يجيء في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام تحيى به السنّة» ، وله تصنيف في فضائل محمد بن كرام. فانظر إلى المادح والممدوح وسند حديثه مجاهيل» (٥).
وربما استند بعض هؤلاء إلى حديث أسند للنبي (ص) وورد في القند وهو : «صدّقوا بكل حديث حسن فإنه عني وعن الأنبياء الصالحين قبلي ، وزيّنوا حديثي بأحسنه من الكلام ، وحققوه بالعمل الصالح ، يرفعه الله لكم ويدخره ليوم فقركم» (٦) ، فإذا وضعنا الى جنب هذا الحديث المزعوم حديثا آخر نسب إلى سفيان الثوري وهو قوله : «من ردّ حديث النبي (ص) معاندا فقد
__________________
(١) كتاب المجروحين ، ١ / ١٨٤ ـ ١٨٥.
(٢) لسان الميزان ، ١ / ٤١.
(٣) كتاب المجروحين ، ١ / ١٤٢.
(٤) الأباطيل والمناكير ، ١ / ١٩.
(٥) لسان الميزان ، ١ / ٥٧٣ ؛ اللآلىء المصنوعة ، ١ / ٤٥٨.
(٦) الترجمة رقم ٣٩٥ من القند.